لا أعرف لماذا تذكرت مقولة «جوبلز وزير إعلام هتلر الشهير»: «اكذبوا ثم اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم أو حتى يعلق شىء فى أذهان الجماهير» وأنا أقرأ حوار الرئيس الإخوانى محمد مرسى لجريدة «الأهرام» أمس الجمعة هذا الحوار الذى امتلأ بالأكاذيب والأوهام وجاءت إجابات مرسى متناقضة مع أغلب ما قاله فى حوارات وتصاريح سابقة وكأن مرسى يكذب مرسى، وسياسة مرسى هى نفس سياسية كل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هى المراوغة والكذب الذى يبدو للآخرين من السوقة والعامة أنها حقائق وهى اللعبة التى دائما ما تستخدمها كل النظم الديكتاتورية الفاشلة والتى لم تقدم سوى الأوهام والأكاذيب لشعوبها حتى لو جاءت هذه النظم من خلال صناديق الانتخابات.
وإذا لم تكن تصدقنى فعليك فقط أن تعيد قراءة حوار الرئيس مرسى لتكتشف أننا أمام كارثتين الأولى أننا شعب غير مبدع وأننا نستنسخ كل شىء، وهذا واضح تماما فى طريقة عرض الأسئلة الموجهة إلى الرئيس مرسى، حيث نكتشف أنها نفس الطريقة فى توجيه الأسئلة التى كانت تقدم إلى الرئيس السابق مبارك، حتى نفس تعليقات المحاور هى نفسها التى كانت تكتب على هامش حوارات مبارك وهو ما يعنى أننا مازلنا نقدس منصب الرئيس، وأننا نحاول أن نضع هالة من التبجيل والتقديس لشخص الرئيس الذى اعتقدنا أن هذا كله ذهب مع الإطاحة بمبارك.
الكارثة الثانية هى إجابات الرئيس مرسى نفسها فأغلبها مخلوطة بالأكاذيب وأوهام يقولها هذا الرئيس على أنها حقائق فعلى سبيل المثال نجد أن مرسى فى حواره للأهرام يكذب مرسى فى تصريحات وحوارات سابقة فمرسى وجماعته زعموا أن الرئيس نجح فى تنفيذ برنامج الـ100يوم ولكن مرسى فى حواره مع الأهرام قال عكس ذلك حيث يقول «عندما نعرض برنامج فى عملية انتخابية يكون لعرض حجم المشكلات الموجودة، وأنا قلت من قبل إن حجم الفساد لم يكن متصورا، وتجذر حالة الإفساد وبقايا النظام السابق أديا إلى تراكم المشكلات بقدر الكبير».
هذا هو نص إجابة مرسى وهو ما يعنى أن ما قاله هذا الرئيس وجماعته فى أعقاب انتهاء مده الـ100 يوم الأولى لحكم مرسى بأن الرئيس صدق وعده ونجح فى تحقيق برنامج الـ100يوم مجرد أكاذيب وأوهام وهو ما يعنى أن الدكتور مرسى فى حواره للأهرم يكذب الدكتور مرسى فى تصريحاته السابقة ويعنى أيضا أننا نعيش أزهى عصور الكذب فى مصر المحروسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة