أخيراً نجح شباب مصر فى التعبير عن أنفسهم، وفازوا بحقوق تنظيم «مونديال» ثورة الشباب.. شباب 30 يونيو.. ولادك يا مصر.. هذا الشباب العربى المصرى الذى أذهل العالم غير مرة.
نعم هذا الشباب الذى حياه القاصى والدانى عقب ثورة 25 يناير، بل قال رئيس الوزراء البريطانى الخواجة أبو وش أحمر: سنعلم أولادنا كل ما قدمه شباب مصر، وستدرس ثورة مصر 25 فى التعليم الابتدائى، وستكون الحصة الأولى عبارة عن درس من أبلة جاكلين، وأبلة كرستين وكل مدرسات مدرسة بريطانيا الابتدائية!
نعم مبروك شباب مصر نجحوا فى تنظيم هذا المونديال. سامحونى إن أطلقت مصطلح «مونديال» باعتبار أن هذه السطور فى صفحة الرياضة، وأيضاً لأن المونديال هو المنتهى فى الرياضة التى تحتاج هى الأخرى للشباب وترفض بشدة أن تظل مطية عواجيز الكيانات اللى خايفين أحسن تقع.. قال!!
شباب مصر نجح فى الفوز بتوقيع أكثر من 22 مليونا و134 ألف مواطن، كل منهم وقع «صك» وكالة للشباب ليس فقط للتمرد، لكن لأن يقودوا البلاد والعباد، ويرفعوا رايات التحرير من لغة الفرد والجماعة وكل ما هو فردى.
آن أوان الشباب، ولم يتركوا فرصة الاستعداد كما فى المونديالات منذ 25 يناير.. وكأنهم يبنون الملاعب ويعدون العدة بالبنية التحتية للثورة الحقيقية.. بعيداً عن «أن هذا».. و«بينما».. و«حيثما» و«بيد أن».. «وعنق الزجاجة».. و«المرحلة الحرجة».. والكلام اللى لا يقدم ولا يؤخر، إنما يؤخرنا تأخيراً فهو تخلف!
شباب مصر.. خرجوا ولن يعودوا إلا بطريقة فى الحكم تستكمل الإطار الذى احترمهم عليه العالم، طريقة تجعلهم على «الفيس بوك» وكل أجهزة النت التى تجعلك تملك تأشيرات دخول لكل العالم -دون جواز سفر- تجعلهم فخورين ببلادهم وبكل شكل للإدارة فيها. أدعو الله أن يتمكن هذا الشباب من إطلاق صيحة مصر الحديثة، فهذا هو التمكين الوحيد المحبب للنفس، ولكل «الكبار» ودون زعل ارفعوا أيديكم عن أفكار الشباب، واتركوا لهم الحبل على الغارب وانتظروا فقط وقتا يأتى فيه الشباب إليكم للاستشارة، وقتها قولوا رأيكم. المؤكد أن التقدم فى السن يعنى قلة القدرة على أن تكون فاعلاً فى الوقت المطلوب.. فى حقيقة علمية اسمها تصلب الشرايين -معروفة طبعاً- وليس من بين آيات الأدب أن يظل فكر كبار السن مسيطراً، أو أن يعزف العالم حولنا موسيقى سريعة ونحن نصر على مزيكة حسب الله.. إنما يمكن أن تظل موجودة.. نسبة وتناسب من السميعة.. يعنى البلد اللى الشباب فيها يتعدى حاجز «%52» لازم الشباب يسود.. واللى يزعل يزعل!
مبروك عليكى يا مصر «تمرد» شبابك.. ولا شأن لى والعياذ بالله بأى فصيل سياسى، لكننى مغرم صبابة بهذا الشباب الذى يؤكد أن الاحترام لا يعنى تقبيل الأيادى على الهواء.. وإن كان لابد منه فلنقبل جميعاً يد «المخترعين».. و«العباقرة».. و«المبدعين».. وكل من رفع يده على الأقل للسماء طلباً للغوث من شدة البلاد والافتراء.. والتكفير الكثير!
مبروك يا مصر فوز شبابك الذى سبق الكل ونظم «مونديال الثورة» بعد إعداد دام أكثر من عامين لهم كل الحق أن يقولوا: «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار».. وكأنهم كانوا واثقين أن للمشوار كمالة.