على مدار الأيام السابقة لم يكن على لسان الإخوان ومن تحالف معهم سوى الحديث عن العنف و«نبذه» مطالبين المعارضة بإعلان موقفها من العنف ومرتكبيه، كل المتحدثين باسم الجماعة لا يتكلمون عن شىء إلا العنف، يبادرون معارضيهم بالاتهامات، يحاصرونهم بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل، لا أحد يتكلم عن الفشل، لا أحد يتكلم عن اختراق الأمن القومى المصرى، لا أحد يتكلم عن انتهاك الكرامة الوطنية، لا أحد يتكلم عن الإرهاب المنظم الذى تمارسه الجماعة، لا أحد يتكلم عن تمكين الإرهابيين من سيناء، لا أحد يتكلم عن جنودنا المقتولين غدرا على الحدود ومصير العملية نسر التى يقودها الدكتور مرسى بنفسه، لا أحد يتكلم يسأل: لماذا أفرج مرسى عن إرهابيين وقتلة مدانين بأحكام قضائية نهائية، لا أحد يتكلم عن ديون متراكمة تسبب فيها مرسى ومن معه، لا أحد يتكلم عن ارتفاع جنونى فى سعر صرف الدولار أدى إلى إشعال الأسواق والأسعار، لا أحد يسأل أين مصير الوعود الكاذبة التى وعدنا بها الإخوان؟
لا أحد يذكر من بدأ بالعنف فى جمعة كشف الحساب، لا أحد يسأل عن خطة المائة يوم الأولى التى لو كانت تحققت فى 365 يوما لما رأيت أحدا فى الشارع الآن، لا أحد يسأل: لماذا لم تقنن الجماعة أوضاعها؟ لا أحد يسأل عن مصادر تمويل الجماعة ورجالها؟ لا أحد يسأل لماذا كل من تم القبض عليهم فى اليومين الماضيين متلبسين بحمل السلاح كانوا من مناصرى مرسى وجماعته؟ لا أحد يقول لمن يتهم القنوات الفضائية ورجال الأعمال المتهربين من سداد الضرائب لماذا استقبلتم عائلة ساويرس استقبال الفاتحين فى مطار القاهرة؟ لا أحد يسأل من يتهمون الثوار بأنهم يتعاونون مع الفلول لماذا يحتفظ مرسى بالفلول الحقيقيين الذين يبيعون ولاءهم لمن يدفع أكثر فى المناصب الوزارية والاستشارية؟ لا أحد يسأل ما هى الأخطاء التى قال مرسى فى خطابه الأخير أنه وقع فيها؟ وما هى طريقة تصحيح هذه الأخطاء؟ لا أحد يسأل: لماذا طرمخ الإخوان على قضية التمويل الأجنبى التى تم تحويلها إلى المحكمة بعد أن اكتشف قضاة التحقيق جرائم الجماعات السلفية واختلاسهم لأموال المسلمين؟ لا أحد يقول لماذا تدعم أمريكا «الشيطان الأكبر ورأس الكفر» مرسى بكل قوة؟ لا أحد يسأل لماذا هرب الإخوان المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى؟ لا أحد يسأل ما هو مصير مزورى الانتخابات الرئاسية فى المطابع الأميرية وهى الواقعة التى أقرت بها لجنة الانتخابات الرئاسية؟ لا أحد يسأل لماذا كلما «اتزنقت الجماعة» ألصقت الاتهامات بالأقباط؟ لا أحد يستفسر: ما هو المشروع الإسلامى الذى تدافعون عنه؟ لا أحد يقول: أين الإسلام الذى تدعون أنكم تنصرونه؟ لا أحد يصرخ أين تعاليم الإسلام فى كل ممارساتكم؟ لا أحد يسأل: ماذا دار فى اجتماعات السفيرة الأمريكية مع خيرت الشاطر؟
مئات الأسئلة التى لا تجد لها إجابات، وإن شئت لظللت أعدد لك القضايا المفتوحة حتى تمل، ومعروف أنه كلما زادت الأسئلة زاد الغضب، فقد كنا نتساءل فى أيام مبارك: لماذا لا يعين نائبا؟ ما هو مصير التوريث؟ من هم المتورطون فى «رشوة مرسيدس»؟ لماذا تتستر السلطة على مجرمى الشرطة؟ وقتها كانت الأسئلة محدودة، وكانت الإجابات غير شافية، لكن الآن لا حد للأسئلة المعلقة، ولا إجابات أصلا، والسؤال نار فى قلب سائله إن لم يجد إجابة اشتعل وأشعل، والإخوان هم من صموا آذانهم عن كل النداءات الوطنية التى طالبتهم بالإصلاح، وهم من قللوا من شأن المظاهرات المعترضة والإشارات التحذيرية التى لو استجابوا لربعها لما نزل الملايين اليوم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة