شرفت منذ أيام بالتعرف على نخبة من شباب التيار المصرى، نجوان الأشول وهانى محمود ومحمد عباس، وكنت قد تناديت مع الصديق النائب السابق د.حنا جريس، حول ضرورة تكوين مجموعة ضميرية تتدخل بين طرفى النزاع، تدعو لنبذ العنف، وترقى إلى تشكيل سلاسل بشرية، ما بين الإخوة «الأعداء»!، وفى اليوم التالى فوجئت بأن هذه القيمة الإنسانية تتدفق من بين ثنايا الضمائر لأصدقاء كثيرين، منهم كمال زاخر، كمال سليمان، سمير مرقص، عماد الدين حسين، د. سيف عبدالفتاح، نبيل مرقص، ريهام رمزى، د.عمر حمزاوى، د.عمرو الشوبكى، ومن الثغر السكندرى د.هانى وديع، محمد عبدالعظيم، من الشرقية د.إيهاب وهبة، المنيا محمد جمال، نادى عبدالسيد، أسيوط أشرف رمسيس، سوهاج ناجى نجيب، قنا جمال يوسف، الأقصر راوية الصحابى، وهكذا تتدفق الأمواج الضميرية من عمق النهر وحتى الثغر، لتصب فى حلم الوطن بالسلام والتصالح والحرية، ومن عبق رائحة دم الشهداء صاغت د.نجوان البيان التأسيسى والذى جاء فيه: الدم المصرى حرام.. كل الدم واحد بعيدا عن التصنيف الدينى أو السياسى، المخاوف المتصاعدة من إراقة دماء جديدة على أثر التطورات السياسية المتسارعة التى تشهدها مصر، وفى مناخ مشبع بروح الكراهية والانتقام تغذيه بعض الوسائل الإعلامية يصبح واجبا على كل مصرى ومصرية أن يتصدى لجر المجتمع إلى جحيم مستعر بالضغائن والرغبات الثأرية.
ووسط هذه الحالة من انفلات الأعصاب ومع جو قاتم من التسريبات والشائعات والتحريض المباشر وغير المباشر على استهداف مصريين لا يزالون معتصمين فى ميادين مصرية، يصبح لزاما على كل المصريين بذل كل ما يستطيع لصون الدم المصرى الذى قامت من أجله ثورة 25 يناير، ثورة الكرامة الإنسانية.
المبادرة تقوم بمهمتين، الأولى: تكوين سلاسل بشرية من الشباب لحماية مظاهرات المواطنين المصريين فى الجيزة ورابعة العدوية وكل المحافظات، وعليه أن يحمل قماشة أو أى علامة بيضاء لكى نتمكن من تميزه.
المهمة الثانية: التواصل مع كل القوى السياسية لحماية الدم المصرى والجلوس على مائدة المفاوضات بغير شروط مسبقة، وبدأت مجموعة الشباب، نجوان ومحمد عباس وهانى محمود، بالتواصل مع نظائرهم فى المحافظات من أجل وقف نزيف الدم، تأملت وجوههم، نجوان، نقاء يطل من بريق عينيها مملوءا بروح السماحة المصرية، هانى يرتسم على جبينه حكمة الوسطية المصرية، محمد ترتشف من بين دعاباته عذوبة النيل، رويدا رويدا شعرت بالحرية الباطنية تحدثنى من بين خيوط الأمل المشع من روحانيتهم المصرية الإسلامية، يا إلهى بعد نصف الساعة ذاب ما بيننا من بعاد، وشعرت بأننا فى رواق «العسال» بالأزهر الشريف، أو فى حضرة الإمام العظيم محمد عبده، حينما كان الخالق يتجلى، والإنسانية هى جوهر الشرع، وحب الوطن جزءا من حب الله، تحدثنا بمودة عن أشقائنا فى الإنسانية فى بـ«رابعة أو التحرير» أو الخائفين فى نهضة مصر أو فى الضبعية أو دلجا، فى الكنائس أو المساجد، يا إلهى، هل يمكن أن تنتقل هذه الروحانية الربانية إلى الميادين الباحثة عن «الشرعية» لا عن الوطن؟ أعدت النظر إلى حنا ومحمد إلى زاخر وهانى، إلى نجوان، وتأكدت أن الوطن قادم من أعماق الجرح وأحلام هؤلاء الفتية الذين آمنوا بالله والوطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة