لم يعد لدى جماعة الإخوان بقية من عقل أو رشد لوقف دعوات التصعيد والعنف ضد الدولة والشعب والاستماع إلى أصوات الحكمة والتعقل التى تطالبها بالمراجعة والمصالحة والحوار.
الجماعة فقدت عقلها وهدوءها الزائف المصطنع الذى كان يمارسه علينا بعض رموزها أثناء تواجدهم فى الحكم والذين يبثون سموم الفتنة ويتحدثون بلغة الدم الآن من فوق منصة الزيف والضلال فى رابعة العدوية واستغلال عدم وعى الآلاف من الفقراء والبسطاء الذين تم شحنهم من قرى الريف والصعيد ومحاصرتهم فى الاعتصام الجبرى والقسرى فى ميدان رابعة. ويبدو أن هناك إصرارا على المضى فى طريق الانتحار السياسى والعودة مرة أخرى إلى طريق الإرهاب والترويع.
الدعوات للمصالحة الوطنية والتوافق الوطنى وطى صفحة الرئيس المخلوع بالإرادة الشعبية فى 30 يونيو تتجاهلها الجماعة وتقابلها بنشر الأباطيل والأكاذيب فى وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعى، وبالدعوة إلى مليونيات «الزحف والقصاص» وحشد أنصارها للتعدى على الجيش ومؤسسات الدولة. ليس هناك رجل عاقل أو رشيد فى الجماعة يدعو إلى التوقف عن خطاب التهديد والعنف، حتى الشيخ يوسف القرضاوى الذى كنا نراه دائما أحد رموز الوسطية الإسلامية منذ ظهوره وانتشاره الإعلامى والجماهيرى ونظن فيه أنه شيخ عاقل وحكيم يمكنه كبح جماح الشطط والجنون الذى يتلبس قيادات جماعة الإخوان الآن وإعادتهم إلى الحكمة والموعظة الحسنة، لكن لعن الله السياسة ولغة المصالح التى بدلت الشيخ يوسف ودفعته هو الآخر إلى الجنوح عن طريق الحق والعدل بفتاويه المضللة لمناصرة الرئيس المخلوع وجماعته «الإرهابية» ومعاداه ملايين الشعب المصرى التى خرجت يوم 30 يونيو تنادى بسقوط حكم الإخوان، فقد اعتبرها القرضاوى مجموعة من «الفلول» و«البلطجية». لا نريد أن نحاكم الشيخ الآن فقد حكم عليه الشعب والتاريخ. كل الدعاوات ولجان المصالحة سوف تفشل مع هذه الجماعة التى اختارت بنفسها أن تصنف كجماعة إرهابية والعودة مرة أخرى للحصول على لقب «المحظورة»، لكن هذه المرة مع سقوط مشروعها وإعلان وفاته نهائيا. فقد أخفقت الجماعة وفشلت فشلا ذريعا فى تقديم النموذج الديمقراطى لمشروع الإسلام السياسى فى مصر وفى باقى دول المنطقة، لأنها ببساطة لم تكن تؤمن به واتخذته سبيلا للقفز والاستيلاء على الحكم بمعاونة باقى الجماعات الإرهابية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة