المشاركة الضعيفة والفشل فى الحشد لمليونية أسماها الإخوان «الزحف والقصاص» دفعت أذناب وفلول الإخوان إلى حالة الهذيان وترديد الأكاذيب من فوق منصة رابعة العدوية التى تحولت إلى سيرك سياسى مفتوح ليتامى الإخوان من بقايا النظام السابق الذين فقدوا مصالحهم ونفوذهم بعد سقوط محمد مرسى.
صدمة 30 يونيو أصابت القيادات الإخوانية الهاربة أمثال عصام العريان ومحمد البلتاجى بالارتباك والخلل فى التفكير وإنكار الواقع المتغير والاعتراف بالثورة الشعبية التى طوت صفحة الإخوان إلى الأبد دون رجعة رغم كل محاولات الاستقواء بالخارج ورغم محاولات واشنطن باستماتة إحياء المشروع الذى أنفقت عليه ملايين الدولارات وأسقطته ثورة الشعب المصري. لم يتبق للإخوان سوى الدعوة إلى العنف والتحريض عليه حتى لو كان على حساب أرواح المئات من الغلابة والمساكين المخدوعين فى القيادات الكاذبة الهاربة من العدالة.
فالمتوقع خلال الفترة المقبلة أن يلجأ الإخوان للعنف للفت الانتباه بعد الفشل فى الحشد وبالاستعانة بالعناصر الإجرامية التى باتت معروفة للشعب المصري، مثلما فعلت فى الماضى الجماعة الاسلامية التى أزهقت عشرات الأرواح من المواطنين الأبرياء والسياح الأجانب فى حرب إرهابية انتهت بالقضاء على الجماعة واندثارها حيث لم يتبق منها سوى بعض المتقاعدين والإرهابيين القدامى الذين حاولوا العودة من الباب الخلفى للإخوان مرة أخرى.
القيادات الإخوانية الموهومة الهاربة أمثال عصام العريان ومحمد البلتاجى يسيران عكس حركة التاريخ ولم يفيقا من صدمة الإعصار الذى أحدثه 30 يونيو، ولهما العذر لأن ما حدث يفوق قدرتهما العقلية والذهنية على استيعابه فهما لم يشاهدا ملايين المصريين فى شوارع المحروسة تنادى برحيل نظام الإخوان فى أعظم ثورة شعبية مصرية فى تاريخ الإنسانية، ومازالا يعيشان حالة الإنكار النفسى المستمر.
العريان الذى تملكه الغرور الأجوف والاستعلاء الزائف منذ صعود جماعته للحكم وقف بالأمس يخاطب نفسه ويردد أكاذيبه لعل أحدا يصدقه ويناشد العالم أن يستمع لصوت «رابعة العدوية» فهؤلاء هم المصريون الحقيقيون وصوت مصر الحقيقي، ومصر التى تتحدث عن نفسها. هذيان العريان مازال مستمرا فهو يرى أن أكثر من 33 مليون مصرى باعتراف واشنطن نفسها تدفقوا فى شوارع مصر يوم 30 يونيو «قلة متمردة ونخبة انقلابية».