بعيدًا عن البطء المميت (هل أقول لكاعة) فى تشكيل الحكومة الجديدة (منذ 3 يوليو الفائت وحتى كتابة هذه السطور فى صباح 15 يوليو 2013)، وبعيدًا عن أن الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء قد بلغ من العمر أرذله (77 عامًا)، متعه الله بالصحة والعافية، وبعيدًا عن اختيار الدكتور زياد بهاء الدين ليكون نائبًا لرئيس الوزراء وهو رجل فاضل ونبيه ويكفيه فخرًا وشرفاً أنه ابن الرائد الراحل الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ أحمد بهاء الدين، أقول بعيدًا عن كل هذا، فإن الفيصل فى نجاح هذه الحكومة هو إعلان انحيازها بوضوح إلى فقراء مصر وهم بالملايين. (أكثر من 40 مليوناً مصريًا يعيشون تحت خط الفقر كما تقول أغلب الإحصائيات).
حسناً.. لقد انتفض الشعب وثار على حكم الدكتور محمد مرسى وجماعته عندما اكتشف أنه لا يكترث بالفقراء من عمال وفلاحين وموظفين صغار وعاطلين، وأنه جاء ليقبض على مفاصل الدولة وييسرها لخدمة الأثرياء من قادة الجماعة ومن الرجال الفاسدين فى نظام مبارك. هنا اكتشف الملايين أن ثورتهم ضد مبارك التى أوقد نيرانها الشباب الجميل قد تم سرقتها، فقد خرج الملايين هاتفين بسقوط مبارك ونظامه فى يناير 2011 لأنه لم ينصف الفقراء على الإطلاق، ولم يسعَ إلى تحسين الحياة المعيشية للملايين، فعاش الناس فى كرب عظيم لمدة تزيد عن ثلاثة عقود.
ولما جاء الدكتور محمد مرسى وجماعته انتظر الملايين من الفقراء تبدلاً فى الأوضاع، أو تحسناً فى الخدمات، لكنهم فوجئوا بجماعة تستهدف السطو على مؤسسات الدولة والتفريط فى حدود الوطن، والعمل على إفقار الفقراء مرة أخرى وإذلالهم، فثارت الجماهير ضد مرسى وجماعته فى 30 يونيو 2013، وفى القلب منها ملايين الفقراء الحالمين بحياة أقل خشونة وأكثر عدلاً.
لذا على حكومة الدكتور الببلاوى مهمة ثقيلة ينبغى أن يشرع فورًا فى العمل على إنجازها، وهى تغيير أوضاع الحشود البشرية التى خرجت فى الثورتين ولم تنل شيئاً يذكر، هذا التغيير ينبغى أن يتجلى فى عدة أمور وعلى وجه السرعة، أذكر منها:
• تحديد حد أقصى وأدنى للأجور يراعى غلاء الأسعار المتزايد
• توفير الخدمات الصحية اللائقة بسعر معقول يناسب قدرات أصحاب الدخول الضعيفة
• العمل على تعزيز العلاقة الإنسانية بين جهاز الشرطة والمواطنين التى تجلت فى ثورة 30 يونيو، وإصدار القوانين التى تجرم إهانة المواطنين أو تعذيبهم فى أقسام الشرطة مهما ارتكبوا من مخالفات وجرائم، فكرامة الإنسان يجب أن تحترم من قبل الدولة وأجهزتها
• البدء فورًا فى إعادة الأمان للشارع المصرى، والقضاء على ظاهرة البلطجة بإيجاد حل ناجع وسريع لاستيعاب آلاف البلطجية فى أعمال نافعة وصالحة لهم وللبلد. فالبلطجة رمز بائس لعهد فاسد وظالم، والبلطجية أناس سحقوا فى طفولتهم وشبابهم الأول، فلم يجدوا من يأخذ بيدهم نحو حياة قويمة وسليمة
• ضبط أحوال العاصمة وإيجاد الحلول السريعة والدائمة لمشكلات المرور والزحام وأكوام الزبالة
• العمل فورًا على تطهير سيناء من جماعات الإرهاب، وبسط نفوذ الدولة المصرية على هذه البقعة الغالية التى كاد يفرط فيها الدكتور مرسى وجماعته
هذه بعض المهام العاجلة أمام حكومة الببلاوى، وهى مهام ثقيلة كما ترى، لكن لا مناص من العمل بجدية على إنجازها، وإلا صار فقراء مصر مضغة الأفواه، فهم يمتلكون مقدرة خارقة على إسقاط أنظمة مستبدة وجشعة، لكنهم لا يعرفون كيف ينتزعون حقوقهم بعد ذلك!
البرادعى.. النبيل:
من أجمل مشاهد هذه الأيام قيام الدكتور محمد البرادعى بحلف اليمين بصفته نائب رئيس الدولة للعلاقات الخارجية، فالرجل يعد أحد أنبل أبناء مصر الشرفاء، والرجل كان من أوائل الذى وقفوا ضد مبارك بحسم وحزم، والرجل لم يغير موقفه الثورى الداعى لبناء وطن حر وديمقراطى وعادل. وقد تعرض لحملات تشويه خسيسة من نظامى مبارك ومرسى، وها هو الشعب المصرى العظيم يفرض أحد زعمائه الشرفاء ويضعه فى المنصب اللائق به وبإمكاناته. شكرًا للدكتور البرادعى وشكرًا للشعب ولثورة 30 يونيو المجيدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري اصيل
المكذبين اولي النعمة
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
أتفق تماما مع كل كلمة في التعليق الأول...و أضيف
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/جمال عبد الناصر
وأنا أقول لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
الي رقم 3...و مين جاب سيرة نهضة و خلافة؟ واضح انك مقريتش التعليق
.