كمال حبيب

مستقبل جماعة الإخوان المسلمين (2-2)

الإثنين، 15 يوليو 2013 02:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال الآن.. ماهو مستقبل جماعة الإخوان المسلمين بعد عزل أول رئيس مدنى منتخب منها، هل تتجه الجماعة للتمييز بين العمل الدعوى والسياسى، بحيث تترك العمل السياسى لحزبها، وتقوم هى بالعمل الدعوى والتزكوى والتربوى، كما هو الحال فى الحالة المغربية، حيث توجد حركة التوحيد والإصلاح كحركة دعوية متمايزة عن الحزب الحاكم هناك، وهو حزب العدالة والتنمية.. هل تقبل الجماعة بأن تدخل ضمن منظومة القوانين المصرية، وتنتظم ضمن قانون الجمعيات الأهلية الجديد، وهنا تخرج من العمل السرى إلى العمل العلنى فى التشكيلات وفى حركة الأموال وفى الخضوع للدولة المصرية، كإحدى الهيئات التى تعبر عن قوى المجتمع الأهلى، وهل يصبح حزب الحرية والعدالة وهو حزب الإخوان لكنه تأسس بشكل متعانق مع تشكيلات الجماعة، وهو ما جعله أقرب لمؤسسات الجماعة الفرعية وليس حزبا مستقلا فى قراراته وتشكيلاته وبرامجه وتحالفاته السياسية، وخطابه السياسى القائم على مناقشة أحوال الدولة المصرية، وكيف يمكن أن تنهض هذه الدولة من كبوتها؟

المحنة التى تواجهها الجماعة اليوم مع عدم استكمال اختبار مشروعها على أرض الواقع، بتدخل الجيش والجماهير التى استدعته، تفرض التساؤل حول السيناريوهات المحددة لمستقبل الجماعة، وأرى أنها تتمثل فى ثلاثة سيناريوهات، الأول: أن تتدبر الجماعة ما جرى لها فى عام من توليها السلطة، وتراجع خطتها وطريقتها فى التفكير، وتحاول الاستفادة من نموذج تركيا وتونس والمغرب، وهو نموذج يقوم على فكرة «الانسياب» اللطيف فى الحياة السياسية، وتأجيل فكرة الهيمنة المبكرة القائمة على فكرة الغلبة دون المشاركة، وهذا يتطلب صعود قيادات جديدة داخل الجماعة أكثر شباباً وانفتاحاً على مجتمعها والعالم. الثانى: أن تشعر الجماعة بخسران رهانها الديمقراطى، وأن تمضى فى معاندة الواقع نحو مفارقته وعدم الاعتداد به، وأنها قادرة على تغيير هذا الواقع من خلال الحشد والتعبئة التى قد تفضى إلى مزيد من التشدد والذهاب بالجماعة إلى طريق المواجهة مع الدولة المصرية، وهنا فإن رمزية الدولة مهمة، لأنها فى الحقيقة هى التى أطاحت بالرئيس المعزول، بسبب أنها امتنعت عليها، فلم تمنحه طاعتها ومغاليقها، وبسبب أن الرئيس لم يفهم روحها جيداً، لأنها جاء من خارجها، فمواجهة الدولة أو العزوف عنها سيضع الجماعة فى خيار، قد يقودها لأن تكون ضحية لغضب تلك الدولة ونقمتها، وهو ما سيقودها إلى مزيد من التشدد الذى قد يفرخ للعسكرة، وهو ما يجعلنا نعود لأعوام 1954 و1965الصعبة والتى بذلت الجماعة جهداً كبيراً للتخلص من آثارها، الثالث: أن يسود داخل الجماعة حالة من السخط على إدارة مرحلة وجودها فى السلطة بين الأجيال الأصغر سناً، ويجد أولئك أنهم غير قادرين على إنجاز رؤيتهم من داخل الجماعة، فيخرجوا منها لتأسيس حزب سياسى جديد يحمل خطاباً جديداً متجاوزا خطاب المحنة، ومؤسساً لخطاب مصرى بمرجعية إسلامية، بعيداً عن فكرة التنظيم ولا حتى فكرة الجماعة ذاتها، وهنا نكون أقرب للحالة الأردوغانية. بالطبع السيناريو الثانى هو الأقرب لمشاعر اللحظة الراهنة، حيث قيادات الجماعة الكبيرة فى السن، لا تزال تسيطر، كما أن الجماعة تشعر بالتهديد، وهى تخالط فى الميدان الآن تنوعاً كبيراً مما أطلق عليه «السلفيات السائلة»، أصبح الرئيس المعزول عنواناً لمظلومية الإسلاميين، وأن الديمقراطية لم تصنع لهم، أما السيناريو الأول والثانى فقد يكون واردا فى المستقبل القريب أو البعيد نسبياً حين تحدث انتخابات فى الجماعة، أو حين يتم تجاوز اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها واحتمالاتها ونتائجها، أو كما أقول حين تذهب السكرة وتأتى الفكرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة