نفس أخطاء المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة 25 يناير تتكر فى المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة 30 يونيو، وأخطرها على الإطلاق محاولة القفز على الثورة والاستئثار بثمارها وإقصاء الآخرين، بجانب التردد والضعف والبطء فى إتخاذ القرار، سواء من الرئيس المؤقت أو الحكومة المتعثرة، وصعود أصحاب الأجندات الخاصة على السطح وتحكمهم فى مسار الأحداث، والتباين الشديد بين القوى السياسية التى تحاول ملء فراغ الإخوان المسلمين، وكأن الثورة الثانية قامت لتمهد الطريق للثورة الثالثة.
سيولة فى كل شىء فى المواقف والتصريحات والمقاصد والنوايا والغزل السياسى غير العفيف، وما يتم الاتفاق عليه فى الصباح يتم نقضه فى المساء، وتصريحات السياسيين والنشطاء مثل الحرباء التى تتلون بلون الأرض التى تتخفى فيها، والأموال المشبوهة تتدفق على الفريقين فلا تعلم من الذى ينفق الملايين على الأتوبيسات التى تنقل المعتصمين ولا ملايين الوجبات فى رابعة والتحرير، ولا يعرف أحد من أين جاءت هذه الحشود فى رابعة ومتى ترحل، ولا من ينظم حركتها وينفق عليها ويقدم لها مصروف الجيب، وهل أصبحت مصر دولة مخترقة إلى هذا الحد؟
فإذا كانت الثورة الأولى قد اندلعت للتخلص من التوريث وتوابع، والثانية لمواجهة الأخونة وكوارثها، فالثورة الثالثة قادمة لا محالة إذا لم يثق المصريون بأن بلادهم عادت إليهم، وأنهم أصحاب القرار ويستطيعون التغيير السلمى عبر الوسائل الديمقراطية، التى عمد الإخوان اغتيالها بأكاذيب الصندوق والشرعية.