نحن أمام نظرية مؤامرة تقود لنظرية أخرى، وإذا سار الإنسان خلف نظرية المؤامرة فسوف يحتاج إلى مؤامرات لتفسير المؤامرات. ويخرج من مؤامرة يدخل فى غيرها، ومن فرط المؤامرات وكثرتها ينسى ويدخل فى تناقض، المهم فقط أن يقدم لنفسه حلا أو تفسيرا يرضيه ويريحه، مهما كان هذا التبرير غير حقيقى، وحتى مع الاعتراف بأن المؤامرة جزء مما يجرى فى العالم، ثم إنه بالرغم من أن جماعة الإخوان أكثر الجماعات التى تخترع مؤامرات لتبرير فشلها، ناهيك عن أنها فى الأصل كانت مصنفة كواحدة من المؤامرات العظمى فى العالم العربى.
وقد رأينا طوال عام كامل وأكثر جماعة وحكومة ورئيسا يمارسون الكذب ويخترعون تفسيرات وتبريرات ومؤامرات لإرضاء غرورهم وتبرير فشلهم الذريع، وما نزال أمام نفس طريقة التفكير، يواصلون الكذب والتحريض والتلسين فضلا عن اختراع المزيد من المؤامرات، مع أنهم شخصيا يعلنون أنهم اكبر مؤامرة.
ولأن الكذاب مالوش رجلين، وغالبا الكذوب لايكون ذكورا، يتناقض مع نفسه ومع بعضه، والقيادات يفعلون ذلك بوعى لأنهم يدافعون عن مكاسب ونفوذ، بينما الغلابة والبؤساء مخدوعون بالأكاذيب.
قيادات الجماعة فى رابعة العدوية يضطرون لاختراع قصص وأكاذيب يخدعون بها البسطاء، الذين مايزال بعضهم يثق فيهم، ولم يتعرف بعد على كذبهم، مثال واحد لأحد دجالى رابعة اخترع عدة رؤى وأحلام كذب فيها على الرسول، من أجل أن يثبت أن مرسى أعظم حكام العالم، واخترعوا أحلام الحمام واليمام، وزعموا أن جبريل نزل فى رابعة العدوية. ناهيك عن المزيد من المنامات التى اخترعوها بالرغم من ثبوت كذبها ولا يخجل أستاذ يزعم أنه يدرس التاريخ من تكرار الكذب.
السادة الحالمون فى رابعة، كانوا طوال الوقت وحتى وهم فى السلطة كانوا يهددون ويزأرون ويجأرون، وبعد أن فشلوا فى كل شىء وعجزوا عن تبرير فشلهم فى الرئاسة والمجالس أخرجوا عددا من الإرهابيين السابقين ليواصلوا التهديد والوعيد بالسحق والقتل، ورأينا أمثال عبدالماجد وباقى طاقم الإرهاب المزمن وهم يواصلون التهديد.
كانت هناك افتراضات بأن الإخوان هم من دفعوا الدكتور مرسى للإفراج عن الإرهابيين الكبار، وهؤلاء خرج بعضهم إلى سيناء ليبدأوا حربا على الدولة والجيش والشرطة، ما إن رحل مرسى حتى بدأت العمليات ضد الدولة، كما أن تصريحات البلتاجى التى أعلنها على منصة رابعة وقال فيها إن العنف يتوقف حال عودة رجلهم، وهى تصريحات تكشف عن العلاقة بين الإرهاب والجماعة، يثير الأسئلة لماذا تفكر جماعة فى السلطة وتحت أيديها كل الأدوات والأجهزة فى بناء ميليشيات أو دعم جماعات إرهابية.
الإخوان من تنظيم دولى، وهذا التنظيم هو من يحرك الجماعات، ويرسم الخطط، وعلى الجماعة التنفيذ، ولعل هذا هو ما يكشف العلاقة بين تصريحات البلتاجى والعمليات، والتنظيم الدولى، وإذا طبقنا نظرية المؤامرة يمكن أن نربط بين التنظيم الدولى للإخوان، وما يجرى فى العراق وأفغانستان. لنكتشف أن الجماعة التى تخترع مؤامرات هى نفسها واحدة من أكبر المؤامرات فى العالم.