هل كان النحس ملازما لمصر والمصريين طوال العام الماضى.. ثم انفرجت الأزمة، وزالت الغمة، وهلت بشائر الخير من كل صوب وحدب؟
مصر منذ 28 يونيو تعيش بلا رئيس، ومرسى كان فعليا قيد الإقامة الجبرية بعد تصاعد الأزمة السياسية والاحتقان الشعبى، والنظام الإخوانى يتهاوى تحت هدير غضب الملايين التى خرجت بعدها بيومين لتعلن سقوط دولة المرشد، ورغم ذلك فوجئ المصريون بانتهاء الأزمة الطاحنة للسولار والبنزين، وخلت محطات البترول فجأة من طوابير السيارات التى تحولت فى عهد مرسى إلى عادة يومية، ومشاهد معتادة فى حياة المصريين، وفجأة أيضا انتهت أزمة انقطاع التيار الكهربائى بل اكتشفنا أن هناك فائضا فى الطاقة الكهربائية، وانخفض معدل استهلاك المصريين كما صرح مسؤولو الوزارة، وبالأمس تمت إضافة 6250 ميجاوات جديدة لشبكة الكهرباء القومية.
هل كان هناك نحس يعشش فى مصر فعلا؟
فجأة تحسن الأداء الاقتصادى، وانخفض سعر الدولار أمام العملة المحلية لأول مرة منذ شهور طويلة، وتدفقت الأموال على مصر من شقيقاتها العربية فى دول الخليج بعد زوال النحس، وانتعشت الخزينة المصرية بأكثر من 12 مليار دولار وانطلقت حملات التبرع فى عدد من الدول الشقيقة، مثل الإمارات لدعم ومساندة مصر فى المرحلة الانتقالية الحالية.
الاقتصاد المصرى كان على حافة الانهيار فى عهد المعزول وإخوانه وجماعته الشؤم والنحس على المصريين، وطوال 12 شهرا تراجع أداء الاقتصاد، رغم الوعود الكاذبة لمرسى وجماعته التى تحولت إلى أشهر نكتة فى مصر.
الأرقام لا تكذب أبدا، ولا تنطق سوى بالحقيقة، والواقع الإخوانى الذى عاشه المصريون كان مريراً، فقد تزايدت نسبة البطالة فى مصر من %12.5 إلى %13.2 أى دخول نحو 1.1 مليون شاب إلى سوق البطالة. وكذلك ارتفع معدل الفقر من %23.5 إلى %25.5. وارتفعت أسعار السلع الغذائية وغيرها بشكل غير مسبوق وبلغ عجز الموازنة العامة للدولة حدا لم تشهده مصر طوال تاريخها، وكسر حاجز 243 مليار جنيه إضافة إلى الدين المحلى الذى بلغ أكثر من تريليون و200 مليار جنيه، وارتفع الدين الخارجى إلى نحو 45 مليار دولار، بزيادة 11 مليار دولار. النحس زال فعلا والحمد لله، والخير قادم بإذن الله، فالحكام أقدام.. طالما النفوس صافية، والنوايا مخلصة.