من منا دخل إلى غرف العناية المركزة، أو شاهد مريضاً يحتضر من خلف الزجاج فى المستشفيات المٌكلفة، أتمنى أن يلطف الله بعباده، إذا قضى الله أمراً، ولكن فى العناية المركزة دائماً، حتى وإن جمعتك الظروف مع أعداء، لا وقت للوم، ولكن الوقت فقط يسمح لهم بجملة واحدة (بالنصيحة).
الدماء دائماً تكشف الحقيقة كالشمش، الجثث فى المشرحة والمستشفيات وعلى الأسفلت مثقوبة بالرصاص فى البطن أو الظهر والرأس، العدالة على الأرض عمياء، والقانون حبرٌ على ورق لهذا يخرج الجناة أبرياء، يتقلدون أكبر المناصب، ويعتلون المنصات ويجهشون بكاء بمجرد سماع آيات الله، الضمائر عندما تموت، وتصبح صناعة وصنعة، من يفعل الخير لا يخاف أبداً ولا يبحث عن ملجأ وكهف يأويه فى تلافيف الجبال، ودهاليز الصحراء كمصاصى الدماء ليقنع نفسه أنه تطهر من رائحة البارود، وبقع الدماء البقاء لله أولاً فى كل شهيد سقط اليوم وأمس أو اغتيل غدراً وهو يؤدى واجبه.
من فشل إلى فشل يوماً بعد يوم بدءا من الخطاب الذى لم نتوقع منه الجديد، أو إرضاء مطلب واحد من مطالب الشعب والمعارضة، كالعادة فقرة الكوميديا... وحتى الحديث عن زمن فات وعن ناس فى علم الله وفى تعداد الموتى، وعن عجائز خرجوا من السجن برأتهم المحاكمات، ينهون حياتهم فى بيوتهم، بشرهم وخيرهم أصبحوا لا حول لهم ولا قوة، لم أسمع لهم تصريحاً لم أقرأ لأى منهم كلمة، ولم أسمع أن لهم تواجدا، تعليق الأخطاء على شماعات الغير، نوع من الهروب وكسب الوقت أو المراوغة، أعلم أن (حكم الجماعة) يحتضر فى اللحظات الأخيرة وأعلم أن هناك مسلسلات ومسرحيات، وحرب عصابات داخل القصر وخارجه للسيطرة على الموقف، ولكن الموقف الآن ( يا دكتور مرسى خرج عن سيطرة الجميع ) خرج عن سيطرة من (حولك ومن تعرفهم)، الكلمة الأولى والأخيرة لمن فى الميادين، يا دكتور مرسى من حديثك فى كلمتك الأخيرة، عن القنوات بالاسم ومُلاك هذه القنوات، وبلطجية المنصورة، والشرقية وخلافه، يبدو أنك تتابع القنوات الأخرى قنوات المعارضة، أو العلمانيون كما تطلقون عليها، المهم خارج إطار (القنوات التى ستأخذك إلى الجنة)، كما يطلقون على أنفسهم شاهدت.. وشاهد العالم ميادين مصر وميادين المدن الأوربية والأمريكية كيف خرجت للتعبير عن الانفجار والرفض، الاعتراف بالحق فضيلة، ميدان واحد معزول عن الدولة، تم تجميع من فيه ربما بعضهم لا يعلم شيئاً عما يدور، معظمهم يبذل ما فى وسعه منذ الصباح لتوفير لقمة عيش، ولم يتطلع بعد لمعنى حياة كريمة، وحق مكفول ودستور، وأخونة، وما تفعله الجماعة ضد مصلحة البلد، ميدان رابعة العدوية أصغر ميادين مصر، لا يتخطى العدد فيه آلافا تم تجميعهم بأتوبيسات أجرة مدفوعة الثمن، ووجبات، ميدان واحد تم عزله ليرتضى بالسمع والطاعة، كل ميادين مصر على شاشات القنوات المحلية والعالمية، ستنفجر عدداً تهتف باسم الحرية والرحيل، عن أى شرعية ما زلتم تتحدثون، أين رئيس كل المصريين، إشاعة، لأن كل المصريين تركوا مصالحهم وأسرهم وذهبوا إلى الشارع رافضين، غير قابلين لمزيد من التدهور، والانهيار، والاستفزاز، وعدم الخبرة فات الوقت، حتى الفرصة الأخيرة ضيعتها، وضيعها غباء الجماعة.
السياسة شىء، واللعب على عواطف الشعوب باسم الدين لا يتقابلان مستحيل.. ولا يجتمعان.. لن يرتضى بشر أن يتجرد من الهوية والحضارة.. وأن يحتضر فى طوابير السولار والبنزين.. والعيش... وأن نعيش فى ظلمة أزمة كهرباء فى ظلام دامس، وحرارة شديدة، فى مقابل أنكم تبتغون وجه الله، وتعلمون الطريق إليه وحدكم وتقيمون الصلاة، عبث قمة العبث ما الفائدة من أن أقرأ آيات الله من ورقة مكتوبة، عشان وهو المطلوب إثباته، أعلم أن سيادتك الآن فى العناية المركزة، ولا وقت للوم لأنك تحتضر... ولكن سيظل معلقا فى رقبتك حق الأبرياء وحق الـ16 أو 17 جنديا الذين لا تفارق صورهم مخيلتى ولن تفارقها إلى الأبد ستظل صور الطعام والملاعق الملطخة بالدماء، وبدل جنود رفح الحمراء .. إلى الأبد معى.
مضى عام، لم تقدم متهما... لم يقدم جهازك دليلا لم تقدم تحريات.. تعتيم كامل... دم الأبرياء وجنود الجيش الذى أكرمك بإعطائك أسبوعا ثم 48 ساعة، لتلملم صناديقك.. الجيش يعلم جيداً أنه لن يلبى أحد من المعارضة، أو الشارع الدعوة لأى حوار الشارع جاوب يا دكتور عندما وقع استمارات (تمرد)، والمهلة ضيقة المدى، المهلة ليست للشارع، الشارع خرج وانفجرت الميادين وتكست بهدف واحد (إسقاط حكم جماعتك) لم تكرم أبناءه.. لم يأت حقهم.. خوفاً على الحلفاء، أين هم الآن حلفاؤك؟ يشاهدون الشاشات !!! فى تعجب من سرعة رد الفعل ! نصيحة وأنتم فى العناية المركزة لمدة 48 ساعة ارحلوا بخيانتكم للثورة فات وقت اللوم والحديث عن حوار الآن تكفير للشعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة