الحديث عن «الخروج الآمن» لجماعة الإخوان هو ما يتصدر المشهد السياسى الآن، وهذا ما تسعى إليه القيادات المتبقية من قيادات الجماعة بمحاولة الضغط على الجيش والحكومة الانتقالية بإطالة أمد الاعتصام فى ميدانَى رابعة العدوية، والنهضة، وتنظيم مسيرات لأنصار الرئيس المعزول حتى لو انتهت بالفشل وبهزيمة منكرة كل مرة، للحصول على مكاسب سياسية. فهناك مخاوف حقيقية وتوقعات بأن تدخل الجماعة فى نفق سياسى مظلم، وتيه تاريخى لا تخرج منه أبداً، ويصبح المسير والمصير مجهولين لا ملامح لهما فى حالة استمرار حالة الإنكار الدائم للتغيير المهول الذى حدث فى مصر بعد 30 يونيو، وعدم اعترافهم بأن صفحة الرئيس المعزول محمد مرسى قد طويت دون رجعة، واستمرار ضيق الأفق والغباء السياسى الملازم للقيادات الحالية فوق منصة رابعة العدوية، والتشنج والعصبية غير المبررة المصاحبة لأدائهم السياسى حتى الآن.
حتى الآن، هناك رفض شعبى لمسألة الخروج السياسى الآمن، خاصة للقيادات التى تلوثت أياديها بالدماء، والتى مازالت تدعو إلى العنف والشغب والتخريب، وتعطيل مصالح الدولة، وقطع الطرق، وتحرض على القتل. هؤلاء مازالوا من فوق منصة رابعة ومن مخبئهم فى المسجد يعقدون الاجتماعات الشيطانية، ويصدرون بيانات لأنصار الجماعة من السذج والأبرياء بالدخول فى مواجهة مع مؤسسات الدولة، ومع أفراد الشعب الذى لم يعد لديه أى نوع من أنواع التعاطف معهم بعد عام من الفشل، وبعد أن كادت تضيع الدولة فى ظل الحكم البائس والعاجز للإخوان ورئيسهم المعزول.
ويبدو أن هناك إصرارا على المضى إلى المصير المظلم للجماعة مادامت افتقدت القدرة على التفكير فى المستقبل بعد 30 يونيو، ويبدو أيضاً أنه لا أمل أو رهان على شباب الجماعة التى ارتضت أن تبقى أسيرة لقيادات شاخت على مقاعدها فى مكتب الإرشاد، ولأفكار جماعة تجاوزتها تطورات العصر الحديث.. بعض من شباب الجماعة تربطنى به علاقة طيبة، دارت بيننا حوارات حول ضرورة التوقف عن العبث والمراهقة السياسية التى تمارسها منصة رابعة، ثم الهدوء والتفكير فيما حدث طوال العام الماضى، والاعتراف العلنى بالأخطاء، ثم الدخول فى مراجعات سياسية وفكرية حقيقية يمكن أن تكون بمثابة الميلاد الجديد لجماعة الإخوان على أرضية القضية الوطنية أولاً، وليس الانتماء للتنظيم الدولى، ولفكرة الخلافة الساذجة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة