لماذا لا يصدق قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومن يواليهم من الأهل والعشيرة أن سياسة الحشد التى كانوا يرعبون بها العباد قبل 30 يونيو لم يعد أحد يخشاها، بل على العكس تماما.. فإذا كانت الجماعة تستطيع حشد مليون، فإننا الآن نستطيع حشد 20 مليونا، وهو ما حدث فى 30 يونيو، وما أدى إلى عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وهذا يعنى أن السلاح الذى كانت الجماعة تستخدمه عقب مظاهرات 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 أصبح سلاحا «فشنك»، أو كما يقولون «انقلب السحر على الساحر»، ولم يعد أحد يهتم بمليونيات الإخوان التى لا يتجاوز المشاركون فيها 50 ألف إخوانى.
فلم نعد نخشى أو نخاف من مليونيات الإخوان، لأنه من الممكن تنظيم مليونيات موازية لها، وفى نفس يوم انطلاق مليونية الإخوان، وهو ما حدث أمس الجمعة، حيث تم تنظيم مليونيتين، الأولى إخوانية، وكان شعارها «الشعب يريد إسقاط الانقلاب»، والثانية للقوى المدنية وحملت شعار «النصر والعبور»، وكلا المليونيتين انطلق أمس من ميادين ومساجد مصر، وكان واضحا خطورة اقتراب أى مسيرة من الأخرى، لأن هذا يعنى اشتعال حرب أهلية فى شوارع المحروسة، والنتيجة هو حرق مصر بنيران هذه المليونيات التى لم تعد تقدم ولا تؤخر، بل أصبحت جزءا معوقا لسير البلد للأمام، لذا فإن استمرار حالة الانهيار الداخلى لمصر فى ظل حالة التشنج والغضب التى يحملها أنصار الرئيس المعزول قد يؤدى فى النهاية إلى تجميد كل شىء، وعدم الاقتراب من القضايا الخلافية بين أبناء الأمة تحت زعم المرحلة الانتقالية، والتى تسببت خلالها السياسات الخاطئة للمعزول مرسى إلى تفجير مصر غضبا على الإخوان، ومن يواليهم، وهو ما ظهر منذ اليوم الأول لممارسة مرسى عمله فى الاتحادية، خاصة بعد أن ظهرت النوايا السيئة لهذا الرئيس الإخوانى، والذى تسببت سياساته فى خراب مصر.
وبعيدا عن أن أى انتماء سياسى، فإنه لا يمكن لأى عاقل أن يؤمن بأن مصر ستظل فى حالة مليونية مستمرة، وأن بناء الوطن بشكل عصرى وحديث لم يعد أحد يفكر فيه، وهو ما يجعل الانحياز للوطن كاد أن يختفى من الساحة، وظهور الانتماء لجماعة أو شخص، كما هو الحال فى إصرار الجماعة أن تعبد «عجل» السامرى، وتخسر رب موسى للأبد.. ألم أقل لكم إن الإخوان كاذبون وفاشيون كمان؟!