سامح جويدة

الإخوان والمخدرات الفكرية

الأحد، 21 يوليو 2013 12:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحب مشاهدة القنوات الفضائية الإقليمية للكثير من الدول العربية، فبعضها يعرض برامج فكرية تستحق المشاهدة وبعضها يعرض برامج جادة تستحق الضحك، ومنها على سبيل المثال أحد البرامج الذى أذاعته قناة يمنية عن مضار وفوائد المخدرات، وكلنا نعرف المضار ولكن الفوائد كانت جديدة!! فجلست لعلنى أتعلم، وشاهدت أحد المتخصصين (غالبا فى الضرب وعمل الدماغ)، وهو يتحدث عن الفرق بين المخدرات العضوية الطبيعية مثل (القات والحشيش)، والمخدرات الكيميائية المصنعة مثل (البرشام و الحقن) وكان متحمسا جدا للنوع الأول، وذكر فيه العديد من الفوائد وكأنه يتاجر فيه وخرج فى النهاية بفتوة عجيبة شاذة بأن المخدرات العضوية غير محرمة دينيا، تذكرت ذلك أثناء مشاهدتى لبيان المحتشدين فى إشارة رابعة بتعيين البلتاجى نائبا لرئيس الجمهورية وتعيين حجازى رئيسا للوزراء، وانتظرت لعلهم يعينون بديع رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ويطبعون على الدولار صورة مولانا حسن البنا.

اكتشفت أن المخدرات الفكرية أسوأ من العضوية، أو الكيميائية، وأنها فعلا حلال بل وفى رمضان، فكل الأديان أخرجوا منها مخدرات فكرية، ففى العصور الوسطى كان الأغنياء ينشرون فى الأرض فسادا ثم يدفعون للكنيسة ليحصلوا على (صكوك الغفران)، وهى مثل ورقة تؤكد حجزك لغرفة فى الجنة مهما نيلت فى حياتك، فهل هناك عاقل يصدق ذلك، والإسلام عرف طائفة الحشاشين فى القرن الخامس هجريا والتى أسسها الحسن بن الصباح فى قلعة الموت فى فارس، حيث أقنع رجاله بأن حدائق القلعة هى الجنة وأتى لهم بالحشيش والنساء الجميلات ليصدقوا كلامه فكانوا يعيشون فى الجنة ولا يخرجون منها إلا فى عمليات الاغتيال والقتال، والآن يوزع الإخوان مخدراتهم الفكرية فى أرجاء مصر وبين أهلها ليقنعوا متعاطيها بأنهم يمتلكون الشرعية والحكمة الإلهية، وأن الآخرين كفار ملحدين حلال فيهم العذاب الأليم وأن قتلهم لنا سيدخلهم الجنة، أسوأ ما عرفه الدين فى تاريخه هو ربطه بالسياسة ومصالح السياسيين، فحينها تنقلب كلمات الرحمة والمحبة إلى مخدرات تبيح قتل الآمنين المؤمنين..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة