هذا السفير المصرى الوطنى الغيور على وطنه، المدافع بفخر واعتزاز وكرامة عن ثورته العظيمة بالمواقف الشجاعة يستحق التحية والتقدير. طراز من نوع فريد فى الدبلوماسية فى السنوات الأخيرة بعد تراجع الدور القيادى والريادى لمصر فى محيطها الإقليمى والذى انعكس على أداء الدبلوماسية المصرية، وبعثاتها فى الخارج.
السفير عبدالرحمن صلاح الدين سفيرنا الشجاع فى تركيا استدعى مخزون الوطنية والكرامة وهيبة الدولة المصرية وتاريخ الدبلوماسية المصرية العريق واستلهم روح الثورة المصرية التى قامت من أجل تحرير الإرادة المصرية من التبعية السياسية وإعلاء شأن الوطنية المصرية فى الداخل بعد ثورة 30 يونيو التى أذهلت العالم. السفير المصرى قرر الرد بالطريقة الدبلوماسية اللائقة على الموقف السياسى المخزى لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ومن الإدارة التركية الحالية من ثورة 30 يونيو والتى مازال أردوغان يصفها بأنها انقلاب عسكرى ويحرض الدول الأوروبية على مصر دفاعا عن صديقه المعزول فى مصر محمد مرسى. اعتذر السفير عن عدم تلبية دعوة رئيس الوزراء التركى للسفراء الأجانب لحضور مائدة إفطار للسفراء الأجانب بأنقرة يوم الخميس الماضى، كرد على موقف تركيا من الثورة المصرية وعزل مرسى، ورسالة واضحة من السفير المصرى على غضب ورفض القاهرة لأى محاولة للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، مثلما لا ترضى أنقرة بالتدخل فى الشأن الداخلى ووصف ما يحدث فى ميدان تقسيم بأنه ثورة شعبية ضد أردوغان ونظام حكمه الإسلامى والذى يواجهها بالبطش والقمع الأمنى.
من حق تركيا أن تحزن لفراق وعزل مرسى لأن المعزول أجهض مشروعها فى التوسع والتمدد فى الشرق الأوسط بعد أن رفضت أوروبا انضمامها للاتحاد الأوروبى والتى سعت أنقرة للانضمام إليه طوال العقود الثلاثة الماضية وخضعت لكل الشروط التى فرضها عليها الاتحاد ومع ذلك لم يوافق على انضمام أنقرة فى النهاية، فاستدارت لتحقيق الحلم الإمبراطورى القديم فى الشرق الأوسط فى ظل تراجع الدور المصرى فى عهد مبارك ثم فى عهد مرسى، لكن المفاجأة الكبرى والإعصار الذى وقع فى 30 يونيو بالثورة الشعبية المذهلة للمصريين أسقطت الأوهام التركية وأحلامها التوسعية على حساب الدور المصرى كما أسقطت أوهام ومشاريع توسعية أخرى. تركيا الذعورة والمسعورة لن تنجح فى عرقلة الثورة المصرية عن تحقيق أهدافها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة