لا أستطيع وأنا أتحدث عن عمرو حمزاوى، ومعتز عبدالفتاح أن أتحمل ارتفاع ضغطى وضغط ملايين المصريين وهم يستمعون لتنظيرهما «الوهمى» القائم على نظريات مستوردة من دول تناصب مصر العداء، وتختلف قيميا ودينيا عن المجتمع المصرى.
هذان الخبيران الإستراتيجيان- كما يحلو لهما أن يلقبا نفسهيما- ما هما إلا مراهقان يأتيان سلوكا سياسيا معوجا، ومحاولة دس مصطلحات سياسية مُهجنة لا تستطيع تفرقتها إن كانت مؤنثا أم مذكرا، وهو ما يستتبع ذلك من فضائح مدوية، ومنح السكين للأعداء لتوجيه طعنات مميتة للوطن من الأمام والخلف.
معتز عبدالفتاح وعمرو حمزاوى سخرا أنفسهما لبذل كل غال ونفيس لـ«تفطيس» ثورة 30 يونيو، واستخدام مصطلحات من عينة أن الثورة عبارة عن انقلاب عسكرى ناعم - والنعومية أستشعرها عند لمس «حظاظة» عمرو حمزاوى «الحمرا» - وعندما يتحدثان عن «الشيفونية والإوليجاركية»، والفلاح فى الغيطان يدق الأرض بفأسه باحثا عن لقمة خبز، والعامل يقف أمام الماكينة فى أكثر من «وردية» ليستطيع توفير بعض من احتياج أسرته.
مصطلحات عمرو حمزاوى، ومعتز عبدالفتاح السياسية المستوردة يقابلها جهل فادح بخريطة التركيبة السكانية لمصر، وغشاوة فى البصيرة والبصر بفعل أضواء الكاميرات الفضائية والصحف الشهيرة التى تتناول أخبارهما، ورفاهية الجلوس مع كبار المسؤولين فى قصور السلطة الفخمة وأمام المسؤولين الكبار، فلم يدركا أو يريا معاناة الناس فى النجوع والكفور والمناطق العشوائية التى خرجت فى 30 يونيو لأول مرة فى تاريخها، ويريدان بعد كل ذلك أن يلتفا عليها، كل حسب أجندته.
عمرو حمزاوى يحمل أجندة أمريكية، ويعتبر أبرز «الببغاوات» التى تردد ما تقوله أمريكا بين دهاليز وأروقة المنابر السياسية والإعلامية فى القاهرة، وعندما خرج إوباما وأكد أن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى، لم يكذب حمزاوى خبرا، وسارع ليردد ما يقوله سيده، وتاج رأسه، وولى نعمته القاطن فى البيت الأبيض.
أما معتز عبدالفتاح فلم أر فى حياتى شخصا يثير غضبا وسخطا بمجرد أن تراه يتحدث عن السياسة وهموم الوطن مثلما يحدث مع معتز عبدالفتاح، فهو يميل للجماعة الإخوانية، ويحاول المواءمة بين ميوله، ومحاولته أن يظهر بشكل محايد ومستقل.
ولكن دائماً زلات اللسان تعبر عما يجيش به القلب، فالرجل يستخدم مصطلحات رنانة ويسقطها بفقر معلوماتى شديد على الواقع المصرى، من عينة الحرب الأهلية فى مصر دون أن يجهد نفسه عناء قراءة خريطة التركيبة السكانية جيدا، ويصل لنتيجة أن الحروب الأهلية تندلع فى المجتمعات المتعددة عرقيا، ومصر نسيج واحد.
وأسأل الخبيرين الإستراتيجيين، من منكما زار قرى أو مدن محافظات أسوان أو قنا وسوهاج أو الوادى الجديد، أو سيناء بشطريها الشمالى والجنوبى ومرسى مطروح والفيوم أو البحيرة وكفر الشيخ؟.. يا سادة أنتم لا تعرفون إلا جزءا قليلا عن ميدانى التحرير ورابعة العدوية، واختصرتما مقدرات الوطن فى هذين الميدانين، ولم تدركا أن ثورة 25 يناير انطلقت فى ثلاثة ميادين فقط، هى التحرير بالقاهرة، والقائد إبراهيم بالإسكندرية، والأربعين بالسويس، فى الوقت الذى لم يخرج فيه الصعيد على سبيل المثال، وهو يمثل نصف مصر.
أما ثورة 30 يونيو فقد شهدت خروج كل المصريين فى القاهرة والجيزة، ومن مختلف النجوع والقرى فى الوجهين البحرى والقبلى، بجانب مدن القناة والمحافظات الحدودية، ليعلنوا عن غضبهم وسخطهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين، ووسط الملايين الساخطة التى زحفت، لم يجد الجيش المصرى بدًا من مساندة ثورة الشعب.
وبدون فلسفة واللجوء للمصطلحات الرنانة والمبهرجة التى تستخدمانها، أقول لكما كفاية، لقد كشف الشعب خداعكما، وأعلنها لكما «أنتما لستما منا ونحن لسنا منكما، أنتما ترتديان الحظاظات والإنسيالات ونحن نحمل الفؤوس».
دندراوى الهوارى
عمرو حمزاوى ومعتز عبدالفتاح.. خلايا أمريكا والإخوان النائمة
الأحد، 21 يوليو 2013 09:57 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة