أكرم القصاص

مجنون بلا سؤال ولا جواب

الأحد، 21 يوليو 2013 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وللمجانين مواقفهم وأسئلتهم التى بلا أجوبة، عقولهم تعجبهم، وكلامهم يناسب عقولهم، ومن هذه المواقف ما واجهه تمامة وزير الرشيد الذى أرسله إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم، فرأى بينهم شابا حسن الوجه يبدو عليه التعقل، فأحب أن يكلمه فقاطعه الشاب بقوله: أريد أن أسألك سؤالا، قال الوزير: هات ما بالك، قال الشاب: متى يجد النائم لذة النوم؟ قال الوزير: حين يستيقظ فعاد الشاب يسأل: كيف يجد اللذة وقد فارق سببها؟ الوزير: حسنا.. يجد اللذة قبل النوم، الشاب: وكيف يجد اللذة فى شىء لم يذقه بعد؟ الوزير: حيرتنى يا رجل.. يجد اللذة وقت النوم، الشاب: النائم لا شعور له فكيف يجد اللذة من لا شعور له؟ بهت الوزير ولم يدر ما يقول، ثم انصرف وأقسم ألا يجادل مجنونا.
وأراد هشام بن عمر أن يسال فتى عن عمره فقال له هشام: كم تعد يا فتى؟ الفتى: أعد من واحد إلى ألف وأكثر، هشام: لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين؟ الفتى: السنون كلها لله عز وجل وليس لى منها شىء.. هشام: قصدت أسألك ما سنك؟ الفتى: سنى من عظم، هشام: يا بنى إنما أقصد ابن كم أنت؟ الفتى: ابن اثنين طبعا أب وأم، هشام: يا إلهى إنما أردت أن أسألك كم عمرك؟ الفتى: الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو، هشام: ويلك يا فتى لقد حيرتنى ماذا أقول؟ «الفتى» قل: كم مضى من عمرك؟
كان مجنون وجدته ذاهبين إلى السوق على ظهر جمل لبيع البطاطا، وهما فى الطريق وقع قرص من البطاطا على الأرض فقال المجنون لجدته أوقفى الجمل لكى أنزل لآتى بقرص البطاطا، فقالت له جدته قد لحسها الشيطان، فتابعوا مسيرهم فهوت قدم الجمل ووقعت الجدة عن ظهره فقالت لحفيدها تعال وساعدنى فقال لها كلا فقد لحسك الشيطان.
وقال رجل لخالد بن صفوان‏:‏ ما لى إذا رأيتُكم تتذاكرون الأخبار وتتدارسون الآثار وتتناشدون الأشعار وقع على النَّوم قال‏:‏ لأنّك حمار فى مسلاخ إنسان.
وسألوا رجلا: كم عمرك؟ فقال عمرى أربعون عاما وبعـد عشرة أعـوام سئـل أيضا عن عمره فقال عمرى أربعون عاما. فقالوا له: سألناك منذ عشر سنين فقلـت إنه أربعـون والآن تقول أيضا إنه أربعون فقال: أنا رجل لا أغير كلامى ولا أرجـع عنه وهذا شأن الرجال الأحرار.. ولو سألتمونى بعـد عشرين سنة فيكون جوابى أيضا هكذا لا يتغير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة