كمال حبيب

قيم ثورة 25 يناير 2011

الإثنين، 22 يوليو 2013 02:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس المهم كم ثورة قمنا بها، ولكن المهم هو القيم التى تمثلها الثورة الأصل، ثورة يناير 2011 كان عنوانها عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية، وكان المصريون جميعا فى ميدان التحرير بكل تنوعاتهم ومشاربهم وألوانهم متجاورين يقولون «ارفع راسك فوق أنت مصرى»، قيم ثورة يناير تعبر عن روح مصر الجديدة، أى روح الشباب المصرى من أبناء الطبقة الوسطى الذى قام بها، ومن ثم لا يمكن استعادة نماذج لأفكار أو أشخاص تعود إلى الخمسينيات والستينيات، فالعصر كان جزءًا من قيم ثورة يناير، ومن ثم النضال من أجل المستقبل والتعايش مع الحاضر كجزء من العالم الذى يدين انتهاك كرامة الإنسان وآدميته.

عظمة ثورة يناير أنها كانت واسعة بقدر روح مصر لكل المصريين، واليوم نسمع نغمة من رواسب العقل الفاشى فى الثلاتينيات تتحدث عن روح الشعب النافية لخبث من يفكر بطريقة مختلفة أو يؤمن ببرنامج مختلف أو لديه رؤية مختلفة أو صوت آخر، روح الدولة القومية الصافية التى ترفض التعدد والتنوع، بينما العالم كله يتجه نحو الاعتراف بالتنوع والتعدد حتى فى ظل الدول القومية ذات الطابع الأصولى كتركيا مثلاً، اليوم يتم الاعتراف بالأكراد وهناك حوار مع العلويين للاعتراف الثقافى بهم، وفى مصر هنا لا يمكننا أن نقول إن الإخوان المسلمين لا وجود لهم فى المشهد السياسى القادم، نحن هنا نكرس لمكارثية ولنازية لا تعبر عنها قيم ثورة 25 يناير، فالحرية كانت أحد القيم المهمة لثورة 25 يناير، ومعنى ذلك الاعتراف بالتعدد والتنوع والقبول بالآخر حتى لو كنت مختلفا معه.

الكرامة الإنسانية هى إحدى قيم ثورة 25 يناير، وهذه الكرامة تعنى احترام حقوق الإنسان فى العيش المشترك بلا خوف ولا تهديد ولا تلويح بتلفيق قضايا لأسباب متصلة بالموقف السياسى، الكرامة الإنسانية تعنى الانتصار للقانون الذى يجعل الضعيف قويا حتى يأخذ الحق له، والقوى ضعيفا حتى يأخذ الحق منه، العدل الاجتماعى وتوفير الحد الأدنى من الشروط الاقتصادية والاجتماعية لحياة قطاعات واسعة من المصريين فى المناطق العشوائية وفى القرى والمناطق الفقيرة فى الدلتا وفى سيناء، وذلك يكون بالتنمية العادلة التى لا تتمحور حول المركز وإنما تمتد للأطراف والمناطق الفقيرة والعشوائية. التسامح كان أحد أهم ما تجلى فى ثورة يناير 2011 والذى جعل المسلم يقف إلى جوار غير المسلم، والعلمانى والليبرالى يقف إلى جوار المتدين أو الذى يتبنى الإسلام السياسى، فجرت الثورة طاقة التسامح وقدرة المصريين على التصالح والعيش معاً، اليوم نقف ونحن نتطلع إلى قيم ثورة يناير التى ثار المصريون لأجلها، وهذه القيم لا تزال هى أهداف المصريين جميعا، وهى النموذج الذى يؤكد أن الثورة لا تزال باقية، وأنها المخرج لنماذج أخرى ليست بعيدة عنا ولا نرجوه لبلادنا، ولن تكون بإذن الله، مثل نماذج التفكير القاعدى فى العراق وسوريا، ونموذج المواجهة فى الجزائر مطلع التسعينيات، ونموذج 1954 فى مصر، نحن لدينا نموذج الثورة المصرية التى تمثل الديموقراطية جوهره، ونجاحه هو الضمانة الحقيقية للخروج بمصر من أزمتها، وقيم هذا النموذج هى خطة الطريق التى يجب أن يتوافق عليها الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة