تبحث قيادات مكتب الإرشاد الحالى عن أى باب للخروج من مأزق تحميل أكتافهم بفشل تجربة الإخوان فى السلطة، لا يريد خيرت الشاطر ومحمد بديع، ومحمود عزت، أن تفهم قواعد الجماعة، أو تذكر كتب التاريخ أن تجربة الإسلام السياسى التى ولدت على يد حسن البنا فى أرض المحروسة، تم تغسيلها وتكفينها ودفنها فى أرض المحروسة أيضاً تحت رعاية الدكتور الفاشل محمد مرسى، وظهيره الأكثر فشلاً فى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان..
هذا مايريده الإخوان فى تلك اللحظة.. رسم لوحة مخالفة للواقع والحقيقة تقول إن الجماعة تم إقصاؤها من السلطة بالقوة، والغصب، والمؤامرات، وليس لأنها فشلت فى تحقيق آمال الناس، أو على الأقل تنفيذ جزء مما وعدت به، وفى سبيل ذلك يبقى الإخوان على استعداد لتجربة جميع الأشياء التى تمنحهم تلك النتيجة المرجوة، بداية من تصدير ماحدث فى 30 يونيو على أنه انقلاب عسكرى ومؤامرة كونية ضد الإسلام، وانتهاء بجمع أكبر كم ممكن من الجثث والأشلاء والدماء البشرية، لإخفاء جثة فشلهم فى السلطة أسفل منها..
استمرار اعتصام رابعة والنهضة تحت رايات لا تنتهى من التحريض ضد الجيش والشعب المصرى، وتعذيب وخطف جنود الجيش والشرطة داخل خيام الاعتصام، والانطلاق فى مسيرات لقطع الطرق، واقتحام المنشآت العسكرية لاستفزاز الناس والجيش، ثم اقتحام اعتصام التحرير، والاشتباك مع الرافضين للإخوان ولمرسى.. كلها أشياء تندرج تحت بند الاشتهاء الإخوانى للدم الذى سيتم خلف أوجاعه، والتجارة به، إخفاء الحقيقة الكبرى.. حقيقة فشل الإخوان فى السلطة وإنزال موفدهم داخل القصر الرئاسى محمد مرسى عن الكرسى، بنفس الطريقة التى يسقط بها الطغاة والعجزة والكذابون.
فجر الثلاثاء وقف صلاح سلطان، وعدد من قيادات الإخوان فوق منصة رابعة لا ليكذبوا أو يتاجروا بدماء اشتباكات النهضة وقليوب والجيزة كما جرت العادة، ولكن ليعترفوا فى سكرة من الزمن بالجرائم التى يرتكبها بعض السادة المعتصمون فى النهضة ورابعة العدوية، والاعتراف تضمنته مناشدة المنصة للمعتصمين بألا يتصرف أو يتحرك أحدهم بشكل فردى للاشتباك مع المواطنين أو الجيش أو المعتصمين فى ميدان التحرير، لأن ذلك يضعف موقف الجماعة والاعتصام، والاعتراف غير الواعى من قيادات منصة رابعة العدوية فجر أمس، يكشف لك زيف جميع الإدعاءات الخاصة بسلمية وحنان وجمال وطهارة المعتصمين الإخوان.
كما يوضح أن كثيرا من السذاجة يسيطر على عقول قيادات الإخوان المخططين لقطع الطرق على المواطنين، وتسليح المسيرات بالخرطوش والأسلحة النارية، لأنهم حتى الآن لم يستوعبوا أن الجميع فى مصر شعبا وحكومة وأجهزة أمنية، ينتظرون من الإخوان ماهو أكثر من تصعيدهم الحالى، لأن القناعة الشعبية والأمنية فى مصر الآن تتعامل مع الإخوان، وكأنهم ثور مذبوح هائج، ويرفس رفسته الأخيرة، وبالنسبة للمجلس العسكرى وباقى أجهزة الدولة، هم يجدون فى استمرار التصعيد الإخوانى خدمة جليلة من مكتب الإرشاد، يضاعفون من خلالها مساحات الكراهية الممتدة فى الشوارع حتى نصل إلى مرحلة لا يبكى فيها الشارع المصرى، ولا تهتز له شعرة، وهو يشاهد أجهزة الدولة تتسلى بقيادات الإخوان فرداً فرداً فى قضايا تحريض وقتل وسلاح وغيره.
هل رأيت رغبة انتحارية أكبر من تلك التى يظهرها الإخوان المسلمين قبل ذلك، هل رأيك غباء اجتماعياً وسياسياً وعجزا تاما عن قراءة الواقع أكثر مما أصاب قيادات الإخوان؟، ألا تجد فى كل تلك السذاجة الإخوانية تفسيراً واضحاً لفشل الجماعة فى الحكم؟.. ركز مع طريقة الإخوان فى إدارة الأزمة الحالية، وستفهم تماماً أن محمد مرسى تمت إزاحته عن السلطة، بسبب انقلاب فعلى وحقيقى، ولكنه لم يكن انقلابا عسكريا بقدر ماكان انقلاب غباء الجماعة على رأسها، ورأس تاريخ حسن البنا وأحلامه فى أستاذية العالم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة