ملاحظة: يجب أن نلفت نظر الحكومة المصرية الجديدة إلى أن تأشيرات دخول الأشقاء الفلسطينيين لمصر يجب أن تتم عبر السفارة المصرية فى فلسطين، كما أن تنظيم الدخول والخروج فى معبر رفح يجب أن يكون بالتنظيم مع «السلطة الفلسطينية» وليس عن طريق «حماس» التى لا صفة رسمية لها.. من تمثل فلسطين الآن هى «السلطة الفلسطينية» مهما كنا متفقين أو مختلفين معها لكنها هى التى اختارها الشعب الفلسطينى ولها سفارة رسمية فى مصر.. «حماس» تنظيم إرهابى يقتل الفلسطينيين قبل المصريين.
نقول هذا وقد بدأت بالفعل الأوضاع داخل حركة «حماس» تنبئ بتغييرات عاصفة قد تشهدها «الحركة»، ما يهدد وحدتها الداخلية بالتفكك، فى أعقاب ظهور الخلافات بين قيادات الحركة إلى العلن، مع رغبة أحد الأجنحة فى عودة «حماس» إلى أحضان «إيران» و«حزب الله»، وفك التحالف مع النظام الخليجى الوحيد الذى كان باقيا لها ﻋﺒر ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ: ﺍلأﻭﻝ وساطة ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ حركة «ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ الإسلامى» ﻣﻊ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، والثانى ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ «عمان ﺍلأﺭﺩﻥ» أﻭ ﺣﺘﻰ «خرﻃﻮﻡ السودان» ﻓﺘﺢ ﻣﻘﺮ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ السياسى ﻭ«ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ» ﻋﻠﻰ أﺭﺍﺿﻴﻬﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺸــﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ المكتبين ﺍﻟﺴﻴﺎسى والتنفيذى ﻟﺤﺮﻛﺔ «ﺣﻤﺎﺱ» فى الخليج فإن ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ فى «ﺣﻤﺎﺱ» ﻟم يحسم ﺑﻌﺪ، ﻓﺎﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ «ﺣﻤﺎس» ﺍﻟﺬى ﻳﻤﺜﻠﻪ «ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ»، ﻫـﻮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﻮة، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ فى ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ السياسى ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ «ﺣﻤﺎس» ﺗﻤﻴﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮ، ﺑﻼ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ، وأﻥ «ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ» ﺃﺻﺒﺢ فاﻗﺪﺍ لصلاحياته، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ للآخر، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ «ﺧﺎﻟﺪ مشعل» ﻳﻌﻴﺶ فى «الخليج» ﻣﻨﻜﻔئا ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺰﻭﻻ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ «ﺍﻟخليج» نهائيا ﺇﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻵﻣﻦ، وقد بدأ تذمر ﺍﻟﻜواﺩﺭ الحمساوية ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩين فى الخليج إلى درجة ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ يعيشون دﺍﺧﻞ ﺳﺠﻦ، ﻭﻛﻞ شىء ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ الخليجية، فالوجود ﺍﻟﺤﻤﺴﺎﻭى هناك ﺃﺻﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮ فى ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ «ﺣﻤﺎﺱ» ﻛﻜﻞ، ﻭ«ﺣﻤﺎس» الخليجية الآن ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ لافتة ﻓﻘﻂ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺿﻤﻦ جوقة الحنشان «الثعابين» ﺍلتى يقودها «المحنش الحمساوى» لحسابات خليجية ولم يبق من هذه الثعابين سوى «حركة حماس - قناة ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ - عزمى ﺑﺸــﺎﺭﺓ» و«الحنش المفتى» الذى تم طرده من الخليج كله مؤخرا وبالتالى من حظيرة الحنشان وتحديداً بعد تراجع القضية الفلسطينية بقوة داخل مصر فى ظل حكم الإخوان المسلمين بعد استيلائهم على السلطة فى مصر والتحام «حماس» بهم عضويا، ﻭﻟﻜﻦ الراعى الرسمى يرﻳﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ الرسمى، أى ﺗﻴﺎﺭ «ﻣﺸﻌﻞ»، ﻭﻛﻞ ﺳﻴﺎسته ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺭﻳﻂ «ﻣﺸﻌﻞ» ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ، وقد كان للخطبة النارية التى ألقاها «الحنش المفتى» يوم الجمعة الموافق 2013-5-3، وقع كبير فى نفوس «خالد مشعل» ورفاقه، خاصة حين هاجم ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﻨﻒ «ﺣﺰﺏ الله» ﻭﺳﻤﺎه «ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ»، ﻭﻫﺎﺟﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺍﻟﺸــﻴﺦ «ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮالله» وسماه ﺑـ«الطاغية ﺍﻷﻛﺒﺮ»، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ «ﺇﻳﺮﺍﻥ» التى ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ حليفا ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻋﺪﺍ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮيكية ﻟﻐﺰو «ﺳﻮﺭﻳﺎ» ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻌﺐ.
بعد هذه الخطبة سارعت قيادات «حماس» فى قطاع غزة إلى الاستفسار من «خالد مشعل» عن فحوى خطبة «الحنش المفتى» حيث ﺃﺭﺳــﻞ «ﻋﻤﺎﺩ العلمى» ﻭ«محمود الزهار» ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺇﻟﻰ «ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ» ﻳﻄﻠﺒﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣــﺎ ﺣﺼﻞ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃى ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺻﺮﻳﺢ ﻳﻌﻠــﻦ ﺗﻨﺼﻠﻪ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ لموقف «الحنش المفتى»، ﻭﺗﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟــﻚ مع ﺮﺳــﺎﻟﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ «ﻛﺘﺎﺋﺐ عز الدين ﺍﻟﻘﺴﺎﻡ» ﺳﻠﻤﺖ ﻟـ«إسماعيل هنية» فى ﻏﺰﺓ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺣﺮﻛﺔ «ﺣﻤﺎﺱ» ﺑﻤﻮﻗﻒ ﺣﺎﺩ ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﻪ «الحنش المفتى» فى الخليج، فيما أﺑﻠﻎ «مشعل» ﻋﺪﺩﺍ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ التنفيذية ﻟﺤﻤﺎﺱ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜــﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺳــﻴﻘﻮﻟﻪ «الحنش المفتى» ﻭﺃﻧﻪ ﺷﻌﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺗﻮﺭﻳﻂ خليجى ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺤﻤﺎﺱ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺟﻠﺴــﺔ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ بعيدا عن الخليج كله، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﻠﻒ «ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻭﺭى» ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ فى «إﺳﻄﻨﺒﻮﻝ» ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ مع ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ لاستضافة ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ طارئ للقيادة ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﺱ فى ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﺃﻥ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ فى ﺗﺮﻛﻴﺎ، ومعنى ذلك أن «المحنش الحمساوى» سيدفع ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﻤﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ يعجل بانهياره الذى بدت ملامحه تظهر للعيان، حيث بدأ راعى المحنّش والحنشان يحاول أن يبدو كمن يغسل يديه من حماس ليؤدى هذا فى نهاية الأمر لأن يسقط «المحنش» فى نهاية الأمر فى فم «الحنش» كما يقول المثل الخليجى: «آخرة المحنش للحنش» بمعنى «انقلاب السحر على الساحر، اللى يلعب بالنار آخرته الحرق».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة