فى 29 نوفمبر 2011 غرد د. البرادعى كعادته تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، لا أدرى هل لم يزل يتذكرها أم أنساه إياها منصبه الجديد كنائب لرئيس الجمهورية «المعين» من قبل وزير الدفاع؟، تلك التغريدة قَعَّد فيها الدكتور البرادعى قاعدة مهمة تُبين رأيه المفترض فى نظام صار بين عشية وضحاها أحد أهم أركانه.
لقد كتب ما نصه: «البلطجية الآن يهاجمون المعتصمين فى التحرير، نظام لا يستطيع حماية مواطنيه هو نظام فشل فى أداء مهمته الأساسية»، كلام محكم وواضح ومختصر، يحكم به د. البرادعى على النظام العاجز عن حماية المعتصمين بأنه نظام فاشل، إذن فهو يرى أنه على الدولة حماية مواطنيها من أى اعتداء عليهم، وأنها تتحمل المسؤولية حتى لو كان المعتدون بلطجية وليسوا من قواتها النظامية، ليس هذا فحسب بل يعتقد د. البرادعى أن بقايا مشروعية الأنظمة إنما تُبنى على هذا، ويظهر ذلك من خلال تغريدة أخرى بتاريخ 5 ديسمبر 2012 كتب فيها: «فى ضوء ما يحدث الآن أمام الاتحادية أحمل الدكتور مرسى مسؤولية حماية التظاهرات السلمية أينما كانت للحفاظ على ما تبقى له من مشروعية»، نحن هنا بصدد أسلوب شرط وجوابه يقتضى أن من أراد الحفاظ على مشروعيته عليه أن يحمى أى متظاهر سلمى وفى أى مكان. بل يرفض الدكتور البرادعى أيضاً أن يفض الاعتصام بهمجية ووحشية حتى لو كان مخالفا للقانون- بلفظه- ويجزم أنه ليس هكذا تدار الأوطان، وذلك فى تغريدة أخرى شهيرة بتاريخ 16ديسمبر 2011.
اليوم صار الدكتور ورفاقه فى السلطة، وإلى لحظة كتابة هذه السطور لم نقرأ له إلا تغريدة يتيمة عن شهيدات المنصورة- والله حسيبهن- اللاتى قتلن الجمعة الماضى فى تظاهرة لم أسمع هذه المرة أحدا شكك فى سلميتها، وفى أن من اعتدوا عليها مجرمون متوحشون.
لا أعتقد أن المنتظر من د. البرادعى أن يغرد الآن، ولا أظن أنه يكفيه عزاء إلكترونى كان يصلح أثناء جلوسه على أريكته الوثيرة، لكنه لا يتناسب مع كرسيه الحالى فى السلطة، أم أنه سيريح ضميره بخيار التشويه الذى اختاره البعض واضعين طالبة الثانوى ذات الستة عشر ربيعا والشهيدة الصيدلانية الأم لأربعة أطفال ومعها الداعية زوجة الشيخ الأزهرى المبعوث من الأوقاف للدعوة بإسبانيا فى قائمة الإرهابيات اللاتى كُنَّ يهاجمن المنشآت الحساسة الوهمية الموجودة فى شارع ضيق اسمه شارع «الترعة»، ربما لكى يبرروا لأنفسهم ترك حقهن والسكوت عن إراقة دمائهن، مرتكبين بذلك ما حذر منه البرادعى يوما فى تغريدة كتبها يوم 30 نوفمبر 2011 قال فيها: «عادت حملة التشويه والأكاذيب بقوة أجهزة النظام السابق تعمل بنفس الكفاءة نظام يحاول قمع الفكر المخالف هو نظام ترتعد فرائصه الثورة ستنتصر»، لكن ذلك كان قبل السلطة أما الآن فلا أستبعد أن يفعل ذلك وقد رمى قريبا القنوات التى أُغلقت بأنها كانت تخزن أسلحة!!، هكذا بكل بساطة وبدون تحقيق، لنفاجأ بعد عدة ساعات بالإفراج عمن زعم أنهم مسلحون وبدون قضية سلاح واحدة، وليظهر على الملأ بطلان ادعائه الذى أجاد فضيلة مستشار شيخ الأزهر الرد عليه فى بيانه الشجاع، عموما ها نحن منتظرون ما سيسفر عنه المحك الذى تعرض ويتعرض له الدكتور يوميا، والذى سيثبت من خلاله مدى تحقق مقولته التى كتبها فى الرابع عشر من مايو 2012، والتى قال فيها ما نصه: «وتتساقط الأقنعة.. موسم الفرز بين الثوار ومن باعوا ضمائرهم».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة