سهير جودة

الجهل لا يليق بنا

الخميس، 25 يوليو 2013 09:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البدء كان الوطن.. وفى البدء كانت الإرادة، وإرادة مصر كانت هى الكاريزما، فى 30 يونيو شعب خلق لحظته الكاريزمية بلا قائد، وأدهش المصريون أنفسهم والآخرين. وأعلنوا تحرير الإرادة ليعقد شعب مصر قرانه من جديد على العدل وعلى الحرية، ولكن هذا التحرير لا يكتمل إلا بثورة على التشوهات التى طرأت على الشخصية المصرية وعلى الأمراض التى ابتليت بها مصر على مدى 40 عاما. والشعب وحده ولا أحد نيابة عنه، يملك إرادة التغيير والتحرير، وحده الشعب قادر على فرض هذه الإرادة، سواء فى دستوره أو فيمن يجلس على كرسى الحكم أو من يمثله فى مجلس الشعب أو فى شكل المجتمع الذى يريده. وإذا كان الشعب المصرى أدرك أنه الوحيد القادر على التغيير دون اعتماد على زعيم أو قائد فيجب أن يدرك أنه لا بد من امتلاك إرادة تغيير ذاته، فيشطب كل الأمراض والشوائب التى علقت بشخصية هذا الشعب.
من هزيمة 5 يونيو وحتى انتصار 30 يونيو كانت هناك تجليات عظمى لهذا الشعب وكانت هناك تغييرات كبرى أيضا، أهمها، زرع بذور الفهلوة والانتهازية والتطرف بكل أشكاله والتعتيم على الوعى مع انسحاب القدرة التدريجية على التسامح والعجز عن التواصل الخلاق المبدع مع التنوير ومع العالم من حوله. اختلال منظومة القيم والمثل العليا تحت وطأة ما فرض عليه من قهر وما قدر له من فقر وجهل ومرض. الثورة التى يجب أن تبقى مستمرة هى ثورة على كل الأمراض التى استوطنت جسد الشخصية المصرية.
التحرير الحقيقى هو ألا يكون خروج المعدن الأصيل فى تجليات تظهر فى لحظات مخطوفة من الزمن ثم يعود بعدها أسيرا لما تراكم فوقه من أمراض وتشوهات. آن الأوان أن ندرك أننا نستحق حياة متحضرة وقدرة تحقيق الطموح والشعور بالعزة والكرامة والرضا. التحرير يبدأ من تغيير داخلى فى أبسط الأشياء بدءا من لغة الحوار مرورا بالسلوك اليومى وصولا إلى الأهداف الكبرى فنحن سنكون كما نرى أنفسنا وخطة التقدم وقوة الطموح يجب أن تكون أهم ما يجمعنا، ولابد أن تكون مصر بالنسبة لنا، حبيبا أو محبوبة نغار عليها من الفشل، ولا نقبل لها بأقل من القمة. فالرقى يليق بمصر، والإبداع لا يليق إلا بمصر، والتخلف لا يليق بنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة