محمد الدسوقى رشدى

معركة «لم الثعابين» بين الجيش والإخوان

الخميس، 25 يوليو 2013 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الإخوان المسلمين» جماعة دينية سلمية مسالمة، لم يهدد مرشدها العام جماهير الشارع المصرى بإشاعة الفوضى والدم إذا لم يعد مرسى للحكم، ولا توجد أى تسجيلات بالصوت والصورة لمحمد البلتاجى، وهو يهدد بأن الفوضى والعنف والدماء والهجمات الإرهابية لن تتوقف فى سيناء، إلا بعد عودة مرسى للحكم، ولا توجد أى فيديوهات لصفوت حجازى وهو يهدد المصريين بأن من يتجرأ منهم ويرش محمد مرسى بالميه هيرشه الإخوان بالدم، ولا يوجد على موقع اليوتيوب أى فيديو يسجل لحظات وجود القناصة فوق مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وإطلاقهم النار على المتظاهرين فى الشوارع، ولم يتم ضبط القيادى الإخوانى عصام الحداد وهو متلبس بإرسال خطابات ورسائل لأمريكا والصحف العالمية للتحريض على مصر، ووصف شعبها بالبلطجة، لأنه تجرأ وخرج يهتف بسقوط محمد مرسى، وحاشا لله أن تكون منصة رابعة قد شهدت أى خطاب تحريضى ضد الجيش المصرى والمصريين، فلم يحدث أبدا أن وقف طارق الزمر فوق المنصة، وقال سنسحق معارضى مرسى، ولم يحدث أبدا أن وقف شيخ بلحية طويلة فوق المنصة وقال إن سيدنا جبريل يصلى مع أنصار مرسى فى رابعة، تأكيدا على أن المعركة الدائرة هى معركة بين الإخوان الذين يمثلون معسكر الإيمان، ومعارضى مرسى الذين يمثلون معسكر الكفر.. وعلى مدار أكثر من 15 يوما لم نسمع عن وجود حالة تعذيب واحدة أو اختطاف لمجندين وضباط شرطة وجيش، وسحلهم وضربهم داخل خيام اعتصام رابعة، أو الاتحادية، كما لم نسمع أبدا أن مسيرة من مسيرات الإخوان المؤيدة لعودة مرسى، قامت بقطع طريق أو تهديد مواطن أو إطلاق الخرطوش أو الرصاص الحى على سكان المناطق والأهالى، أو البلطجية الذين اعترضوا طريق المسيرة، وبالإضافة إلى كل هذه السماحة والسلمية الإخوانية لم نسمع من قيادات الجماعة وشبابهم منذ تم عزل مرسى، أى أخبار عن وجود انشقاقات فى الجيش المصرى، أو أى استدعاء للتدخل الأجنبى، أو نشر صور لجثث أطفال سوريا، وترويجها فى وسائل الإعلام على أنها لأطفال مصريين قتلهم الجيش المصرى فى موقعة الحرس الجمهورى..
بعد كل ماسبق ياعزيزى، لا أفهم أبدا سر هذا الغضب الإخوانى من دعوة الفريق عبدالفتاح السيسى للشعب المصرى، بالنزول إلى الشوارع يوم الجمعة القادم لدعم الدولة المصرية فى حربها ضد الإرهاب والعنف والمسلحين والمتطرفين!، لماذا يغضب الإخوان من رغبة الدولة فى مواجهة الإرهاب؟ ولماذا اعتبر الإخوان السلميون والمؤدبون والعزل، أن الكلام على الإرهاب يخصهم؟ ألم يكن أولى بالإخوان الخوف على مصر ودعم جهد الدولة فى القضاء على الإرهاب؟ أم أنها عادتهم حينما فعلوها من قبل، ورفض رئيسهم المعزول محمد مرسى تفويض الجيش فى مواجهة المتطرفين داخل سيناء، وهدم الأنفاق بعد مقتل 16 جنديا مصريا على الحدود؟، هل «البطحة» الموجودة فوق رأس الإخوان كبيرة إلى هذه الدرجة التى تصيب الإخوان بلوثة عقلية من الخطاب المباشر لعبدالفتاح السيسى؟..
لا أملك إجابات واضحة على الأسئلة السابقة، ولكن الواقع وحده، يخبرنا بأن كل تهديدات القيادات الإخوانية المسجلة بالصوت والصورة بخصوص إشاعة الفوضى والقتل فى حالة عدم عودة مرسى تتحقق فى سيناء والمنصورة والجيزة وميدان التحرير، وفوق منصة رابعة العدوية، التى توعدت بالسيطرة على المنشآت الحيوية للدولة يوم الجمعة 17 رمضان فى ذكرى غزوة بدر، ولهذا فلا يمكن أن أفهم دعوة عبدالفتاح السيسى لنزول الجماهير إلى الشوارع سوى فى سياقها الواقعى، مجرد محاولة من الدولة المصرية لاستدعاء حشد شعبى مصرى لمواجهة محاولات الإخوان فى استدعاء واستعداء المجتمع الدولى ضد مصر وجيشها، واستجداء الأمريكان والغرب للتدخل فى شؤون الوطن من أجل نصرة مرسيهم.
خطاب السيسى يشبه إلى حد كبير فى جوهره حركة الشطرنج ماقبل الأخيرة «كش ملك» فى وجه تهديدات الإخوان.. إما أن تجمعوا ثعابينكم من الشوارع وتتوقفوا عن التهديد بالعنف، ودعم المتطرفين والإرهابيين فى سيناء، وإما ستبدأ المواجهة مدعومة بغطاء شعبى يشكل حائط صد ضد كل أشكال التعاطف مع الجماعة.. الأمر ببساطة ياعزيزى ملخصه يكمن فى أن عبدالفتاح السيسى، قرر أن يلاعب الإخوان بنفس سلاحهم.. ونقل المعركة من مجرد مواجهة مع أنصار رئيس معزول إلى مواجهة مع جماعات إرهابية.. مثلما نقلها الإخوان من مجرد معركة سياسية جماهيرية إلى معركة مع جيش، وصفوها بالخيانة، ومع شعب وصفوه بالكفر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة