محمد الدسوقى رشدى

ليسوا عبيداً للبيادة ولا أسرى أوهامك الثورية

السبت، 27 يوليو 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت طيب أوى يا ابن جيلى، طيب والحماس يملأ جوفك إلى هذه الدرجة التى دفعتك لأن تخبر الناس فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011 بأن الجنة ستظهر على أرض مصر بخيرها ونعيمها بعد أول ساعة من رحيل حسنى مبارك، دون أن تقدم لهم جدولا زمنيا أو مشروعا أو برنامجا جاهزا للتطبيق، وفق مخطط زمنى واضح ومحدد.

فعليا أنت أكثر طيبة وحماسة مما يعتقد الجميع، لأنك فى 30 يونيو، وبنفس الطريقة، أخبرت الناس بأن الجنة ستظهر على أرض مصر بعد دقائق من رحيل محمد مرسى دون أن تقدم لهم على ذلك أى «أمارة» خططية أو زمنية.

أنت طيب أوى يا ابن جيلى.. طيب أوى للدرجة التى تصور لك أن القراءة من كتاب «يوتوبيا» أمر كافٍ للتعاطى والتعامل مع الواقع المصرى المشتبك والمرتبك، دون أن تسعى ولو مرة واحدة خلال الـ30 شهرا الماضية بعد ثورة 25 يناير إلى دارسة الواقع، والتعامل معه بعيدا عن أرض الأحلام، ومثالية تحقق الغايات الشريفة بمجرد أن تتمناها، أو تحتشد فى الميادين للمطالبة بها.. أنت طيب جدا يا رفيق مسيرات 25 و28 يناير، لأنك لم تدرك حتى الآن أن طريقتك الحالمة لم تجلب لمصر الجنة لا فى 25 يناير 2011، ولا فى 30 يونيو 2013 دون أن تملك شجاعة الاعتراف بالخطأ.. خطأ ترويج أحلام تعلم مسبقا أن تحقيقها فى فترة زمنية قصيرة أمر مستحيل، وخطأ الاستسلام لعجائز زمن مبارك فى القوى المدنية وجماعة الإخوان والسلفيين لكى يديروا أمور ثورتك نيابة عنك.

أنت أيضا يا زميل مواجهات الخرطوش من داخلية حبيب العادلى ظالم وغير عادل، دوما تستدعى شماعة الشعب البسيط الجاهل لكى تعلق عليها فشل تحقيق أحلامك التى لم يتم ضبطك يوما ما وأنت متلبس بتمهيد طريق الواقع لها، أنت مثلا مصدوم بشكل مستفز ومثير للضحك من الملايين المصرية التى خرجت لتلبى دعوة الفريق السيسى للاحتشاد فى الميادين، ومن كمية صور السيسى التى رفعها رجل الشارع العادى فى ميادين القاهرة والمحافظات بإرادته الحرة.. مصدوم لأن انفصالك عن الواقع قد أخبرك بأن الملايين تبحث عن حكم مدنى ديمقراطى بعيدا عن عمائم الدين، وقبعات العسكر، وصدمتك دفعتك لأن تشتد فى ظلمك على جموع المصريين، وتصفهم بعبيد البيادة التواقين لحكم العسكر، فعلت ذلك ووجهت الإدانة مغمسة بالإهانة إلى صدر المصريين دون أن تقف فى لحظة، وتستدعى رجولتك لتعترف بأن فشل شباب الثورة والقوى السياسية الجديدة التى تشكلت بعد ثورة 25 يناير، أو حتى القوى السياسية المدنية القديمة، أو حتى الإخوان أو السلفيين، فى أن يقدموا للشارع المصرى بديلا محترما عن الأمان والاستقرار اللذين وجدوهما لسنوات فى حضن الجيش، وعن الهيبة والقدرة على إلقاء خطاب جماهيرى قادر على الوصول إلى عقل المواطن البسيط الذى لم يجد فى مهاترات شباب الثورة، ولا فى معارك عمرو موسى، ولا فى تحركات حمدين غير الواعية، ولا تغريدات البرادعى، ولا فى خطب مرسى الكاذبة والسذاجة والكوميدية ما وجده عند عبدالفتاح السيسى.

استرجل واعترف يا عزيزى الثورى أو الإخوانى أو الحزبى أننا فشلنا على مدار 30 شهرا بعد 25 يناير فى تقديم بديل حقيقى متماسك ومتعاون للشارع المصرى، يغنيهم عن استدعاء القوات المسلحة.. استرجل واعترف بأن فشل القوى الثورية وحمدين وأبوالفتوح والبرادعى فى الاصطفاف، وفشل الإخوان وأكاذيبهم وإرهابهم، هما الدافع فى اضطرار الجماهير لرفع صورة السيسى فى الميادين.

المصريون ليسوا عبيدا، لا لبيادة، ولا للحية أو عمامة دينية.. المصريون فى الشوارع عبيد لمستقبل أولادهم، ولقمة عيشهم، فلا تهرب من فشلك فى تقديم بديل قوى قادر على إقناع الشعب المصرى بأنه يملك زمام أمره، وقادر على أن يضمن لهم المستقبل بخطط وبرامج لها جداول زمنية محددة للتنفيذ، وتتهم الناس بأنهم عبيد للبيادة، لأن واقع الشهور الـ 30 الماضية بعد الثورة يؤكد أنك يا عزيزى الثورى عبد أحلامك التى فصلتها عن الواقع، والإخوان عبيد أحلامهم المرتبطة بأستاذية العالم، لا تعترف بمصر وطنا، والنخبة عبيد مصالحها ومكاسبها الخاصة، والقوى الباقية من نظام مبارك عبيد السلطة التى تمنحها القوة والنفوذ.

الكل إلا المواطن المصرى الغلبان الذى تسخر أنت من جهله ومرضه وفقره عضو فى قوائم العبيد، فاسترجل وانزل إليه فى الشارع، فكر ولو لمرة واحدة فى خلق صيغة جديدة أو طريقة واحدة فاعلة للتعامل بها مع الشارع وأهله، بعيدا عن التنظير وتغريدات تويتر، والشعارات التى لا يعرف لها الواقع طريقا، ولا تعرف هى إلى الواقع سبيلا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة