بالتأكيد هناك ألف سبب وسبب لتفسير تجاوب الملايين من شعب مصر ونزولها أمس، الجمعة، لشوارع وميادين مصر المحروسة من الإسكندرية حتى أسوان، فيما عرف بـ«مليونية تفويض الجيش والشرطة لحماية المصريين من الإرهاب»، ولكن أهم سبب بالنسبة لى ولغيرى من نجاح مليونية أمس أن الشعب عرف الآن ضآلة جماعة الإخوان المسلمين، وكل من يناصرها، بعد أن عشنا وهما كبيرا بأن هذه الجماعة لديها شعبية تستطيع من خلالها حكم العالم وليس مصر فقط.. ولكن مليونية أمس فضحت أكاذيب الجماعة التى لم تعد تملك الآن سوى سلاح الإرهاب والعنف والقتل، مما سيؤدى فى النهاية إلى توجيه ضربة كبرى لها، ليس من الأجهزة الأمنية أو الجيش كما يردد قياداتها، ولكن الضربة ستكون من الشعب المصرى الغلبان الذى لم يعد يتحمل إرهاب وعنف هذه الجماعة التى أصبحت تهدد الأمن القومى.. لقد أثبت الشعب المصرى أمس قوته وتوحده بعد أن استجاب لنداء وزير الدفاع، الفريق عبدالفتاح السيسى، والذى طالب فيه شعب مصر بالنزول إلى الشوارع والميادين لإعطاء الجيش والشرطة تفويضا لمواجهة العنف والإرهاب الذى ضرب كل أنحاء مصر منذ 30 يونيو الماضى، وعقب الإطاحة بالرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى.
لقد كان المشهد رائعا عندما خرج الملايين أمس، الجمعة، وهى ترفع شعار «لا للإرهاب، لا للعنف، لا لعودة مرسى لقصر الاتحادية»، واللاءات الثلاثة هى رسالة أراد شعب مصر إيصالها وبقوة إلى تنظيم الإخوان المسلمين الذى يحاول هذه الأيام أن يعيد عجلة التاريخ إلى ما قبل 30 يونيو من خلال احتلال الجماعة ميدان رابعة العدوية الذى اعتبرته فى مقال سابق أنه وكر الإخوان الذى يتم فيه التخطيط لكل العمليات الإرهابية التى تجرى فى سيناء، أو المنصورة، أو الإسكندرية، ومن لا يصدقنى فعليه أن يعيد سماع تصريحات قادة الإخوان فى رابعة والنهضة.
وإذا كانت مليونية «التفويض» قد نجحت، فإن مليونية «الفرقان» قد فشلت فشلا ذريعا، ولم يعد أمام الإخوان الآن سوى الانسحاب، ليس فقط من ميدانَى رابعة أو النهضة، بل من المشهد السياسى كله، فحربهم الآن ليس مع سلطة أو نظام، بل مع الشعب المصرى، وهى أم الكوارث، لأننا كنا نعتقد أن هناك من يملك الحكمة فى هذه الجماعة لإنقاذ مصر من الخراب والفوضى، ولن يصمت الشعب والجيش أمام تهديدات الجماعة للأمن القومى، خاصة أمن سيناء.. أتمنى أن تكون مليونية أمس رسالة لقيادات الشر فى الجماعة، وعلى رأسهم بديع، والعريان، والبلتاجى، وحجازى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة