من أى موقع دينى يدعو الشيخ يوسف القرضاوى المسلمين فى باكستان وليبيا والعراق ولبنان وفلسطين وماليزيا وبنجلادش والهند والصومال وتونس، بأن يأتوا إلى مصر ليجاهدوا ويكونوا شهداء؟
كيف يكون حكم الشعب المصرى على شيخ كهذا، وهم يسمعون إليه عبر شاشة قناة الجزيرة لسان حال جماعة الإخوان متحدثا بهذه الطريقة التى تعبر عن حالة فقدان وعى بامتياز؟
يدعو القرضاوى صراحة ودون مواربة لتحويل مصر إلى أفغانستان جديدة التى انتهت كدولة على أيدى أمراء الإرهاب، الذين سافروا إليها باسم الجهاد فى ثمانينيات القرن الماضى، ويدعو لتحويل مصر إلى سوريا أخرى التى يتم القضاء الآن عليها كبلد على أيدى أمراء الإرهاب الذين سافروا إليها باسم الجهاد.
يدعو القرضاوى إلى كل هذا دون مواربة ولا خجل، وذلك من أجل جماعة الإخوان التى ينطق تاريخها بعنف وافر وأعمال إرهابية، كان أبرزها مقتل رئيسى وزراء هما النقراشى باشا وأحمد ماهر باشا وقاض هو المستشار أحمد الخازندار.
يذرف القرضاوى دموعه من أجل جماعة الإخوان التى ينتمى إليها، ولا يذرفها من أجل مصر التى يحفظها الله من كيد المعتدين، ويحفظها من كيد الذين يحملون جنسيتها فى بطاقتهم الشخصية وجوازات سفرهم لكنهم لا يتأخرون فى طعنها.
ماذا يعنى أن يغمض القرضاوى عينيه على ملايين الشعب المصرى التى خرجت يوم 30 يونيو ضد مرسى وجماعته؟ ماذا يعنى أن يصر على استمرار غمض عينيه على خروج الملايين يوم الجمعة الماضى تحت شعار مقاومة الإرهاب، والتأكيد على رفض حكم الإخوان؟.
يذرف القرضاوى دموعه على الذين سقطوا قتلى وجرحى بالقرب من النصب التذكارى، ويدعو المسلمين فى العالم للمجىء إلى مصر للجهاد فيها، لكنه لا يذرف دمعة واحدة على الجنود والضباط المصريين الذين يتم قتلهم فى سيناء بواسطة إرهابيين وتكفيريين.
يتم قتل هؤلاء وهم يؤدون واجبهم الوطنى الصحيح، فالاعتداء عليهم يكون أثناء تأدية خدمتهم، فهل دم الضابط أو الجندى من هؤلاء يا شيخ قرضاوى أرخص من دم الإخوانى؟ أليس هو دم مصرى واحد، أم أنك ترى جماعة الإخوان لا يأتيها الباطل أبدا وأن أعضاءها صنف مختلف من البشر لا يجوز المساس به أو الاقتراب منه؟
لم نسمع القرضاوى غاضباً والشهداء يتساقطون أيام حكم محمد مرسى، اختار الرجل أن ينحاز إلى حكم الجماعة فظل يفتى لها مناصراً لخطواتها حتى لو كانت تفسد فى الأرض وتعمل ما هو ضد الإسلام السمح، فخرج بذلك من براح الشيخ الحر الذى لا يطوع حفظه للدين لصالح سلطان.
يدعو القرضاوى المصريين إلى النزول لميدان رابعة العدوية بصحبة أبنائهم وزوجاتهم وألا يخافوا من التهديد بالقتل، ويضيف كذبا: «لقد تم قتل الناس بالآلاف»، ويضع نفسه بهذه الدعوة موضع حرج فى اختبار منزلته لدى المصريين، فهم لم يستمعوا إلى ندائه، بينما استمعوا إلى نداء الفريق أول عبدالفتاح السيسى فنزلوا بالملايين، ويفسر هذا بأن الشعب المصرى فطن إلى الحق والباطل، وعرف من يضره ومن ينفعه، عرف أن جماعة الإخوان تتاجر بالدين، وأن جيش مصر العظيم هو الحارس على أمنها القومى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة