ماذا تعنى رسالة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور فى مناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو.
الرسالة الأمريكية تأتى فى توقيت تشهد فيه العلاقات المصرية الأمريكية توتراً شديداً منذ سنوات طويلة، وربما منذ اتفاقيات كامب ديفيد بسبب الموقف الأمريكى المريب والمخزى من ثورة 30 يونيو، وخروج أصوات من داخل الإدارة الأمريكية بما فيها أوباما نفسه، ترى أن ما حدث فى مصر «انقلاب عسكرى» على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى. ثم إن هذه الرسالة تعد أول اتصال بروتوكولى رسمى بين أوباما والرئاسة المصرية بعد 30 يونيو، بما تحمل معه دلالات كثيرة خاصة أن أى تصرف أو اتصال أو تراسل لا يصدر بشكل عشوائى، أو غير مدروس من إدارات الدول الكبيرة مثل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية.. فهل يعنى ذلك البداية الحقيقية للتراجع الفعلى والعملى للموقف الأمريكى من ثورة يونيو والاعتراف بأنها ثورة شعبية، وأنها باتت أمرا واقعا لا بد من التعامل معه من منطلق الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، والتى لاتعترف بالمشاعر والصداقات، وإنما تعترف بالمصالح الدائمة؟. فالرئيس المعزول بدت الولايات المتحدة ترى أنه صفحة وطويت سيرتها، وأن هناك إدارة جديدة فى مصر جاءت بإرادة شعبية، رغم خسائر الإدارة الأمريكية سياسياً ومالياً فى إعداد وتهيئة الإخوان لوراثة النظم السياسية التقليدية فى المنطقة، سواء فى مصر أو غيرها من دول المنطقة، ولكن جاءت الثورة الشعبية لتحطم كل الآمال والأوهام الأمريكية وغير الأمريكية فى مصر، وبالتالى دول المنطقة وإعادة رسم الخارطة السياسية لها بعد سيطرة الإخوان وتمكينهم من الحكم فى مصر أولاً.
الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى رسالته، أكد على التزام بلاده بمساعدة الشعب المصرى على تحقيق الأهداف الديمقراطية التى قامت من أجلها الثورة، وعلى أن الولايات المتحدة ستظل شريكاً قوياً للشعب المصرى فى سعيه لتحديد مسار بلاده نحو المستقبل.
وقال إن هذه اللحظة تمثل تحدياً كبيراً، وتبشر بنجاح الشعب المصرى الذى أتيحت له فرصة ثانية فى غاية الأهمية، لوضع عملية الانتقال عقب الثورة على مسار النجاح.
هذه هى كلمات أوباما فى الرسالة الرسمية الأولى للإدارة الأمريكية إلى مصر والتى لاتحمل سوى معنى واحد، أن مرسى والإخوان صفحة من الماضى.