أن ترى جماعة الإخوان وحكم الأهل والعشيرة، أنه لم يحدث شىء فى مصر يوم الأحد الماضى، فهذا يمكن فهمه من زاوية أنهم لا يرون شيئًا يدور خارجهم، لكن أن يتوحد كاتب بوزن وقيمة فهمى هويدى مع نفس الرأى، فهذا يعنى تأكيدا على عناق بينه وبين حكم الأهل والعشيرة، حتى لو قال كلامًا يبدو على السطح موضوعيًّا، لكنه فى العمق يؤكد انحيازه العميق.
كتب الأستاذ فهمى هويدى مقالًا عجيبًا أول أمس فى الزميلة «الشروق» بعنوان «اللعب بالمليونيات»، يرفض فيه حصيلة الأرقام التى أعلنتها حركة «تمرد» وهى 22 مليون توقيع، كما يرفض ما أعلنته حركة «تجرد» بأنها جمعت 22 مليون توقيع وتستهدف الوصول إلى 23 مليون توقيع.
يدلل هويدى على ما يراه إفلاسًا لهذه الأرقام، بقوله: «لم نر أمس الأحد، تلك الملايين المهولة من البشر الموقعين، سواء فى جانب المعارضين أو الموالين»، وتعتبر هذه المقولة حقيقة فى جانب، وفساد تقدير فى الجانب الآخر.
أما الحقيقة فتتمثل فى إفلاس جبهة «حكم الأهل والعشيرة» فى الحشد المساند لمرسى المتواجد فى «رابعة العدوية»، وبالرغم مما قاله عصام حداد مستشار مرسى، ومراد على المتحدث الإعلامى باسم الحرية والعدالة، بأن المتواجدين فى رابعة العدوية 350 ألفا فى مقابل 37 ألف فى ميدان التحرير، فإن الشعب المصرى يعرف يقينًا بأن تلك كذبة مفضوحة، واستخفاف بالعقول، وجهل بالحقائق، ومع كل ذلك ولو سلمنا بأن فى «رابعة العدوية» 350 ألفا، فهل تلك هى الحشود التى بشرنا بها عاصم عبدالماجد وأهله وعشيرته، وهل تلك هى الحشود التى تعكس حقيقة أن تجرد جمعت 22 مليون توقيع، ومن واقع هذه الدلائل فإنه من اللائق أن يرفض هويدى ما أعلنته «تجرد» لأنها كذبة كبيرة تنضم إلى باقى أكاذيب «الأهل والعشيرة».
أما فساد قول هويدى عن «تمرد»، فيبدأ من عدم قراءته لمشهد يوم الأحد بموضوعية، فهو لم ير الملايين الذين خرجوا فى ميادين المحافظات وقراها، وأقول قرى مصر، التى لم تسلط عليها الكاميرات بالرغم من المظاهرات الهائلة التى اندلعت فيها ضد حكم مرسى وأهله وعشيرته.
إذا كان هويدى يرى أنه كان من الضرورى أن يخرج الـ22 مليونا الذين وقعوا على استمارة « تمرد» كدليل على مصداقيتها، فكان من الأولى به أن يراجع المصادر التى يراجعها دائما لتقول له، إن نحو 17 مليونا كانوا فى ميادين مصر وشوارعها، وتلك شهادة تؤكد مصداقية «تمرد».
لجأ هويدى إلى حسبة غريبة عن مقاس ورق الاستمارات، وعدد الأمتار المكعبة التى من المفروض أن يتم وضع ملايين الاستمارات فيها، وعدد سيارات النقل التى يجب أن تنقلها، ولأن الاستمارات 22 مليون استمارة فلابد أن يكون هناك أسطول عربات لزوم النقل من مكان إلى مكان، والخلاصة التى تنتهى إليها هذه الحسبة، أننا أمام «فشرة» كبيرة أعلنتها «تمرد».
لجأ هويدى إلى «حسبة» خائبة، تفتقد إلى معرفة الحقائق على الأرض، فما حدث فى جمع الاستمارات ملحمة كبيرة، لم تقتصر على الأطياف السياسية المعارضة، وإنما كانت من بسطاء الناس الذين طبعوا الاستمارات على نفقتهم الخاصة، وقاموا بتوصيلها بأنفسهم دون أساطيل سيارات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
gerges
فهمي هويدي لا يري سوى ما يتمني ان يراه فقط
عدد الردود 0
بواسطة:
أنـا
اللـهــــم أحفظ مصــــر و أحفــظ أهلهـــا
عدد الردود 0
بواسطة:
أنـا
اللـهــــم أحفظ مصــــر و أحفــظ أهلهـــا
عدد الردود 0
بواسطة:
Gamal
التوقيع على الموقع الالكترونى
عدد الردود 0
بواسطة:
ZAKEER
حتى لو كلمناكم بلغة الأرقام
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
!!! ثــــــــــــــــورة طـيـبـيـــــــــن !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
mostafa
فهمی هویدی لم یر من زمان
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
شرعية زائفة لعصابة مارقة على الشعب المصري حاقدة
عدد الردود 0
بواسطة:
متولى سعيد
۩۞ الشرعية لأ يسقطها المأجورون ۩۞
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مسلم
برافو