ثورة 25 يناير عملناها ضد الفلول فركبها الإخوان وثورة 30 يونيو عملناها ضد الإخوان والآن يركبها الفلول. فمتى نحصل على ثورة لا يركبنا فيها أحد ولماذا نستغرق وقتا طويلا فى الأفراح والليالى الملاح والكلام عن الإنجاز الرهيب للشعب المهيب ونظل نهنئ أنفسنا إلى أن يدلدلوا أقدامهم فوق رؤوسنا. لماذا لا ننتبه لحركاتهم وتحرشاتهم من الوهلة الأولى. فالآن فقط فهمنا لماذا كان البلتاجى يضحك بمنخاره العجيب وهو يخرج لنا بعصام شرف إلى التحرير ليعلن الإخوان أنهم هم الذين عينوا رئيس الوزراء. كنا فرحين جداً بأن شفيق قد (غار) ولكننا لم نفكر فى الغلبان الذى جاء بعده لتعيش مصر أسوأ فترة انتقالية عرفها شعب فرحان. والآن يشكلون وزارة أغلبها من الفلول ونحن مسرورون فقط لأن قنديل طار. فكل الوزراء الذين تمت الاستعانة بهم أكدوا فشلهم من قبل فما الأمارة أو الكرامة التى ستكلل تجربتهم المكررة بالنجاح؟ أم أنها لعنة جيفارا التى بشر بها الثوار «الثورة يصنعها الشرفاء ويستغلها الأوغاد ويرثها الاستبداد» وإلى متى ندور فى فلك «اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش» لماذا لا نجرب اللى منعرفوش حينما نكتشف فشل وهبل اللى نعرفه. أم أن مناصب الدولة مثل ألعاب الملاهى الخمس لفات بجنيه. وما ذنب هذا الشعب وماذا فعل فيكم أبناؤه ليخرجوا من حفرة لضحضيرة لفخ وإلخ إلخ.
ومتى نخرج من حكومة تسيير الأعمال إلى حكومة تغيير الأعمال خاصة بعد أن تأكدنا أنه كان عمل أسود ومنيل عشرات الأسئلة التى تلاحقنى بعد كل ثورة لأبدو كاتب «فقر» يندب الحظ وكل الناس فرحانين. فنحن تعلمنا كيف نصنع ثورة كل يوم ولكننا لم نتعلم كيف تحقق أهدافها لنظل دائماً محصورين فى بدائل أنيل من بعض.
ولن تعيش لنا ثورة إلا حين نتوقف بعدها عن إقامة أفراح سقوط النظام السابق لنفكر بسرعة فى ملامح النظام اللاحق قبل أن تفرضه علينا الأشباح أو العفاريت لتتحول الفرحة بعد وهلة إلى فيلم رعب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة