كرم جبر

المتغطى بأمريكا.. عريان !

الخميس، 04 يوليو 2013 12:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتغطى بأمريكا (عريان)، ولم يفهم ذلك الإخوان، لدرجة أن أحد مساعدى الرئيس مرسى أكد لصحيفة الجارديان البريطانية، تعقيبا على مظاهرات 30 يونيو الأسطورية: "لا يزال الرئيس مرسى فى أمان لأنه يتمتع بدعم الإدارة الأمريكية" .. ولم يفهم هذا المسئول الساذج الذى لم تذكر الصحيفة اسمه، أن أمريكا ليس لها أمان ويمكن أن تكون معك اليوم وعليك غداً، تستقبلك بالأحضان وتطعنك فى نفس الوقت فى ظهرك، لأن أمريكا لا تعرف إلا مصلحتها ولا تجرى إلا وراء منفعتها، وتتصور أن العالم كله خلق من أجلها والسهر على خدمتها، وكم من حليف وصديق انقلبت عليه ورمته لكلاب السكك، بعد أن نهشت لحمه ومصمصت عظامه، فالأصدقاء فى عرفها مثل "خيل الحكومة"، إذا شاخوا أو استنفذت أغراضها منهم، تطلق عليهم "رصاصة القسوة".

ارتكب الإخوان خطيئة كبرى عندما توهموا أنهم اكتسبوا ود وصداقة أمريكا، وأنها ساعدتهم فى الوصول إلى الحكم حبا فيهم، لكنها فعلت ذلك من أجل عيون إسرائيل ووقف صواريخ حماس المزعجة، وبالمرة تتخلص من نظام الحكم فى مصر الذى "زهقت منه"، وتريد تغييره بنظام آخر، يحمل فى جيناته أوصاف الفوضى الخلاقة الذى ابتدعته فى المنطقة، لاستكمال تفتيت الدول المتماسكة وآخرها مصر، بعد تفكيك العراق وليبيا وسوريا، وإلهائها فى حروب وصراعات داخلية وخارجية، لتتآكل ذاتيا وتتشتت شعوبها، وتنصرف عن التنمية والعمل وتتفرغ للفتن والصراعات الداخلية.

لم يفهم الإخوان أن أمريكا لها صديق واحد لا تخونه ولا تضحى به، هو إسرائيل؛ والميديا عندها تعمل بطريقة "كينج كونج"، المخيف الذى نجحت فى تسويقه ككائن طيب ووديع يستحضر التعاطف رغم قسوته وبشاعته، وفى النهاية تضربه بالطائرات والصواريخ، وفوق دموعه الغزيرة تكتب كلمة "النهاية"، وتبحث عن كينج كونج جديد، وأذكركم بدموع شاه إيران، الذى ظل طريداً بين الأرض والسماء يبحث عن قبر، ولولا شهامة "السادات"، لدُفن فى البحر مثل "أسامة بن لادن"، الذى كان- أيضا- صنيعة أمريكا، ووظفته فى حربها ضد الاتحاد السوفيتى والخطر الشيوعى، ثم انقلبت عليه واعتبرته "الشيطان الأكبر"، واستهدفت رجاله فى غابات وأحراش أفغانستان، وقتلت منهم أكثر ممن قتلهم السوڤييت.

لم يستوعب الإخوان الدرس وراهنوا على أمريكا أكثر من الشعب المصرى، واتجهت أبصارهم صوب أوباما والبيت الأبيض والبنتاجون، أكثر من المصريين والتحرير وميدان الشون والقائد إبراهيم وغيرها من شوارع مصر ودروبها، التى تغلى من الإخوان وسياساتهم وفشلهم وغرورهم وخداعهم، فأصبح مرسى رئيسا لأهله وعشيرته وليس لكل المصريين، وأسرف حزبه وجماعته فى الإقصاء والإبعاد والانتقام من الماضى والأخونة وإحكام السيطرة على مفصلات الدولة، وسدوا آذانهم بحيث لم يسمعوا غير أصواتهم، وتصوروا أنهم امتلكوا الأرض ومن عليها، وخُيل لهم أن مصر استكانت واستسلمت ورفعت الراية البيضاء، حتى خرجت الجماهير العظيمة كالأمواج الهادرة يوم 30 يونيو المشهود، ترفع فى أيديها الكارت الأحمر، وتقول للرئيس وجماعته وعشيرته ارحل، فلن تنفعك أمريكا لأن المتغطى بها عريان من زمن الشاه حتى حكم الإخوان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة