عادل السنهورى

زنقة زنقة.. دار دار.. حارة حارة

الخميس، 04 يوليو 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يختلف مشهد الرئيس السابق محمد مرسى فى خطابه العبثى والهزلى الأخير عن مشهد العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، الذى وقف مهددا شعبه الثائر عليه بالدم والعنف والفوضى والملاحقة والمطاردة.. «زنقة زنقة.. دار دار.. حارة حارة» وبعدها بساعات أصبح القذافى نفسه فعلا من أفعال الماضى، وجزءا أسود فى التاريخ، والشعب هو الذى طارده حتى مخبئه الأخير. القذافى مثل مرسى كان معزولا عن الواقع، مصابا بمرض جنون العظمة - البارانويا - وأمراض نفسية أخرى، أصابه بها أنصاره الذين أوهموه أنهم جنوده ورجاله فى معركة الحسم ضد الشعب، ثم تخلوا عنه لحظة تقرير المصير.
منذ الكلمة الأولى له فى الخطاب الكارثى، نال مرسى وعن استحقاق لقب «الرئيس السابق»، وأطلق على نفسه من مسدس الغباء السياسى رصاصة الرحمة وهو فى طريقه للانزواء والرحيل. هذا الخطاب يستحق عليه مرسى المحاكمة بتهمة التحريض على العنف والاقتتال، والحرب الأهلية بين أبناء الشعب المصرى، فقد أعاد إنتاج ذات اللغة من خطاب مبارك «أنا أو الفوضى» ولكن بلغة سيئة ومتدنية هذه المرة، وبتهديد أجوف فارغ «أنا أو الدم».
أراد مرسى أن يدفع الشعب إلى القتال والاحتراب فى جريمة تستوجب تهمة الخيانة العظمى فى حق رئيس يدفع بوطن إلى الانقسام والحرب الداخلية.
الاضطرار وحده يدفعنا للقول إلى تسمية «الترهات والهذيان» الذى تحدث به مرسى بأنه خطاب، لكنه بمقاييس السياسة وعلم النفس ولغة الخطابة، هو مجرد كلمات مهلهلة مضطربة، ومكررة، وفارغة من أية مضامين منضبطة، وتهين المؤسسة الرئاسية المصرية التى لم تشهد كلاما أسوأ من هذا الخطاب غير المسبوق فى تاريخها، فلم يحدث أن تضمن خطاب سياسى تكرار مفردات وعبارات وأفكار بهذا المعدل، فكلمة الشرعية جاءت فى الخطاب حوالى 74 مرة، وبنبرة عنيفة تعكس عدم ثقة، وإنكارا للواقع وربط الشرعية بالسلطة أو بشخصه ذاته بتهديد واضح بالدم مقابل هذه الشرعية.
ولأول مرة فى تاريخ الرئاسة المصرية يهدد الرئيس قواته المسلحة، بل ويحرض عليها أنصاره، وأعوانه، واتهامها بالخروج عن الشرعية.
كتب مرسى كلمات النهاية قبل الرحيل بساعات، وأهدر دم المصريين، وأعلن الحرب الأهلية، وهو لا يملك من أدوات السلطة سوى أهله وعشيرته الذين أعلنوا «الجهاد» ضد الشعب المصرى، الذى أعلن أنه.. لا شرعية تعلو شرعيته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة