ابتداء من نظرة عينيه الزائغتين قبل التسجيل، وانتهاء بتكراره كلمة الشرعية 59 مرة فى خطابه الكارثى، وبينهما إشاراته الدموية لأتباعه بشن الحرب على المصريين بدعوى الجهاد، يؤكد الرئيس الساقط محمد مرسى أنه «وش إجرام» أصيل، وأن نظرتنا فيه لم تخب، منذ تهديده وجماعته بإحراق مصر قبيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المطعون عليها، وحتى جريمته الأخيرة بإشعال الحرب الأهلية.
مر الرئيس الساقط باختبارات عديدة كان نجاحه فيها كفيلاً بالتفاف جميع المصريين حوله باعتباره رئيسًا مدنيًّا يمكن أن يفتح صفحة جديدة من الحكم الرشيد بعد ثورة عظيمة، لكنه رسب فيها جميعًا، وأثبت أنه تابع ذليل للتنظيم الدولى للإخوان، ومأمور لا يفكر فيما يصدره أو يقرره من تعليمات التنظيم حتى لو كان ولاء هذا التنظيم لجهات خارجية، وأجهزة مخابراتية لا تريد الخير لمصر، حتى لو كان مجرد أداة فى يد قوى تريد تفجير مصر من داخلها، حتى لو كان شديد العداوة لفكرة المواطنة المصرية وسيادة شعبها.
ومثلما رسب الرئيس الساقط فى الاختبارات المتعددة التى مر بها بعد أن أدى اليمين أمام المحكمة الدستورية، رسب أيضًا فى أكبر اختبار يمكن أن يمر به حاكم أو مسؤول عندما تعامى عن الملايين التى خرجت فى الشوارع تطالب بالتغيير بعد سنة واحدة من حكم التنظيم، فلم ير هذه الحشود الهائلة، ولم يسمع هديرها، ولم يقدم مصلحة بلاده، بل نفذ الأمر الذى وصله متأخرًا من قياداته بالتنظيم، أن اخرج وتشبث بالكرسى، وقلها صراحة: أنا أو أنهار الدماء تجرى فى الشوارع، أعلن الجهاد، وأتباعك العميان مثلك سينفذون القتل العشوائى فى الشوارع.
وبالفعل حدث ما رأيناه من وقاحة سياسية، واستهتار بالمنصب الرفيع، وإهدار لسلامة شعب بكامله، وتعريض الأمن القومى لخطر جسيم، واستعداء القوى الأجنبية على بلادنا، وتصوير التغيير باعتباره ردة إلى الماضى، أو انقلابا من الجيش، وكلاهما كذب صريح، لكن هل يصعب على قاتل أن يكذب؟ وهل يصعب على الخائن أن يقلب الحقائق؟
لقد وضعنا مرسى الساقط بإرادة الشعب، وفاقد الشرعية بإرادة الشعب، أمام مسؤولياتنا مهما كانت التضحيات.. فإزاحته ومحاكمته هو وأتباعه وأزلام نظامه وتنظيمه أصبحت فرض عين على كل مصرى يؤديه بما ملكت يداه، والله على ما أقول شهيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة