على بركة من الدم تريد جماعة الإخوان أن تحكم، أمس الأول الجمعة.. كانت تواصل نهجها الأصيل فى العنف، تذكرنا بتاريخها الدموى، تذكرنا بكل الاغتيالات التى ارتكبتها، قتلت أحمد الخازندار والنقراشى وغيرهما، حاولت اغتيال جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، قامت بعمليات تفجيرات ضد منشآت اقتصادية مصرية يملكها يهود أثناء حرب 1948، جهزت لعمليات تفجيرات كبيرة واغتيالات عام 1965 والتى فشلت بعد القبض على سيد قطب وجماعته التى خططت للعودة بالتنظيم عبر هذه التفجيرات، وأفرزت هذه القضية ما يعرف بـ«القطبيين» داخل جماعة الإخوان، ومنهم مرشدها العام محمد بديع، والرئيس المعزول محمد مرسى.
على نهج العنف بقيت الجماعة بفضل «القطبيين»، حتى لو ظلت تتحدث ليل نهار عن السلمية ونبذ العنف، كان أمس الأول الجمعة، هو دليل قاطع على ذلك، دليل على أننا أمام جماعة تريد الحكم على جثث المصريين.
لم يفهم قادة الجماعة، أن الغضب الساطع ضدها هذه المرة، لا يأتى من سلطة حكم مسلحة بالأمن، وإنما هو غضب شعبى كاسح، وبالتالى فإن مواجهتها مع الشعب، هى بذلك خسرت أهم عربون كان يربطها بالمصريين، وهو أنها ضحية مواجهات مع السلطة، وعبر هذا العربون، حصلت على مكاسب فى الانتخابات البرلمانية والنقابية، صحيح أن قوة تنظيمها أهلتها لتلك المكاسب، لكن «عربون» الضحية كان هو كلمة السر فى انفجار مكاسبها.
أدى ذلك بقادة الجماعة، ألا تقرأ المتغيرات حولها، فأغلقت نفسها على قوة تنظيمها، وتعاملت على أن أى نداء للنفير يزلزل المصريين خوفا ورهبة، الكثير من القيادات السياسية التى حضرت اجتماعات مع المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية التى تلت ثورة 25 يناير، يتحدثون عن الاستعلاء الذى كان عليه محمد مرسى، وقت أن كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة، وكان مبعثه أنه لديه قدرة الحشد بنداء واحد من جماعته، هو وجماعته استمروا على ذلك، لكن الشعب المصرى أسقط هذا الغرور والاستعلاء، سقطت قوة التنظيم أمام فيضان الجماهير.
على تلك القاعدة مارست الجماعة فعلها الآثم أمس الأول الجمعة، لم تحشد قواعدها فقط، وإنما سلحتها، ومارست كل أنواع الكذب عبر القنوات الفضائية العميلة لها، عصر يوم الجمعة، وبينما كان محمد بديع يلقى خطابه أمام أنصاره، تلقيت اتصالا من صديق مصرى يعيش فى أمريكا، يسألنى بانزعاج كبير عن حقيقة ما يتردد حول أن هناك انشقاقا فى الجيش الثالث، وغضبا فى صفوف الحرس الجمهورى، قال إن صفحات الـ«فيس بوك» للإخوان فى أمريكا تتحدث عن ذلك، ويتم إرسالها للمصريين هناك، نفيت له هذا الكلام جملة وتفصيلا، وقلت له إن الجيش المصرى بسلام وعلى نهجهه الوطنى المعهود، والجماعة ترقص رقصة الموت، قلت له إن الجيش يعبر عن إرادة المصريين، ولهذا تركز الجماعة على تشويهه باختلاق الأكاذيب.
تنتصر الجماعة لتاريخها، وتستنكر تاريخ مصر، تتحدث للعالم عن انقلاب عسكرى، ولا تتحدث عن نحو 30 مليونا، خرجوا فى كل مكان فى مصر ضد حكمها، لا تصدق الجماعة أن الشعب ثار ضدهم، فأداروا آلة كذبهم، وحملوا السلاح ضد شعب يقول كلمته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة