بعد ساعات من تفجير خط أنابيب الغاز فى العريش المتجه إلى الأردن، أصدرت حركة حماس بيانا للتعليق على ما يحدث فى مصر، حمل البيان الذى صدر أول أمس دعوة إلى مؤيدى محمد مرسى بالتحلى بالصبر، وقال إن ما حدث من إعلان لخارطة طريق مستقبل من القوات المسلحة، ما هو إلا جولة من جولات الحق والباطل.
أضاف بيان «حماس»، أن كل قوى الشر قد اجتمعت لمحاربة الإخوان من أجل إجهاض مشروعهم الإسلامى، وأن الحركة تتابع وتتواصل مع الآخرين، وتضع السياسات والرؤى والقرارات إذا لزم ما يحقق مصالحها ومصالح مشروع المقاومة الكبير، ودعت الحركة إلى التأسى بالإخوان فى تركيا وكيف تم الانقلاب عليهم، وبعد ذلك أصبحت تعيش تركيا فى أزهى عصورها، وكذلك فى قطاع غزة.
هذا بيان يحمل مغالطات كبيرة، ويساهم بقدر كبير فى شيطنة القضية الفلسطينية، كما يضع كل الأخبار التى تتحدث عن وجود عناصر مسلحة تنتسب إلى حماس فى مصر موضع اليقين، أضف إلى ذلك قضية تورطهم فى اقتحام السجون المصرية أثناء ثورة 25 يناير.
عبرت «حماس» فى بيانها عن كونها فرعا للإخوان فى غزة، لا ينتصر لعموم نضال القضية الفلسطينية، وإنما لخصوصية ما يفيد جماعة الإخوان حتى لو كان ذلك فيه ضرر بنضال الفلسطينين. اختارت «حماس» وصف «الباطل» فى رؤيتها لخارطة الطريق التى طرحتها القوات المسلحة المصرية، فى مقابل وصف مشروع الإخوان بـ«الحق»، مما يؤكد إصابتها بفقدان البصر حين تنظر إلى ما حدث يوم 30 يونيه بخروج الملايين فى الشارع ضد حكم الجماعة، وتصميمه على استرداد الثورة التى سرقتها الجماعة، وأدخلت المصريين فى إحباطات كبيرة طوال العام الذى حكمه مرسى، ومعنى أن تصف حماس ما حدث بأنه «باطل» فهذا يعنى أنها تسب نضال الشعب المصرى العظيم، الذى كان يتغنى بـ«حماس» حين كانت تحمل السلاح فى مواجهة إسرائيل، وانصرف عنها حين ودعت البندقية، وساهمت فى تقسيم الصف الفلسطينى، لتصبح غزة إمارة تحت حكمها، والضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية.
فى بيان الحركة لغة سيئة تحمل نذيرا بالتهديد للمصريين، والشاهد ماجاء فى البيان، بأن حماس تتواصل مع الجميع وتضع السياسات والرؤى والقرارات إذا لزم ما يحقق مصالحها ومصالح مشروعها الكبير، فعن أى قرارات تتحدث الحركة؟، هل سترسل رجالها إلى مصر لمواجهة الثورة الشعبية؟، هل سترسلهم لإعادة مرسى إلى الجلوس على كرسى الحكم ليكون نصيرا، وظهيرا لها فى الإبقاء على فلسطين الممزقة بينها وبين السلطة؟.
إذا كانت «حماس» لا تعرف نبض الشارع المصرى الذى يضعها فى موضع الاتهام لأسباب يطول شرحها، فهذا يعنى أنها فقدت الرؤية الصحيحة، وتضع أجندة شيطانية فى فض التعاطف والعون الشعبى من المصريين للقضية الفلسطينية.
حركات المقاومة النبيلة تبقى حية عبر قراءة صحيحة للمتغيرات التى حولها، وتنتصر لثورات الشعوب التى تطالب بالحرية والكرامة والاستقلال الوطنى، ويعنى ذلك أن انتصار الثورة المصرية سيؤدى حتما ولو بعد حين إلى انتصار للقضية الفلسطينية، وهذا ما تقرأه إسرائيل جيدا، وتقرأه أمريكا أيضا، ولهذا تزعجهما ثورة الشعب المصرى التى ترفضها حماس فأصبحت معهما فى خندق واحد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة