هل هناك فارق كبير بين جبل الحلال فى سيناء الذى يأوى الإرهابيين والتكفيريين من شتى بقاع الأرض، لمحاربة الجيش المصرى، وبين ما يسمى اعتصام «رابعة العدوية» الآن؟..
إذا كانت القوات المسلحة وأجهزة الأمن تعاملت مع جبل الحلال على أنه بؤرة الإرهاب الكبرى، ووكر الأفاعى الذى لجأ إلى شعابه وسهوله الإرهابيون من التنظيمات المختلفة فى مصر وغزةو ومن خارجهماو واتخاذه منصة للقيام بعمليات إرهابية ضد أفراد الجيش والشرطة فى سيناءو وخاصة فى مناطق العريش والشيخ زويد ورفح، وبالتالى يجب تصفيته ومواجهة الإرهابيين فيه، فالمعاملة يجب أن تكون بالمثل مع ما يحدث فى رابعة العدوية.
لا يمكن بأى حال من الأحوال وبلغة العقل والمنطق، أن نعتبر ما يحدث فى رابعة العدوية اعتصاما سلميا لأنصار الرئيس المعزول للتعبير عن رفضهم لما حدث فى 30 يونيو واعتباره «انقلابا» أو غيره، وهذا حق أصيل لهم، دون الدعوة للعنف والتحريض على القتل والإرهاب والاعتداء على قوات الأمن والمنشآت العامة والخاصة، وترويع المواطنين الآمنين من سكان المنطقة، وتحول المكان إلى مخبأ للأسلحة بأنواعها المختلفة وسلخانة للتعذيب والقتل، ومأوى لاختفاء المطلوبين للعدالة من أمثال بديع والبلتاجى وصفوت حجازى والعريان وغيرهم.
أكثر من ذلك الدعوات التى تنطلق من فوق منصة رابعة للتحريض على الجيش ومؤسسات الدولة وآخرها دعوة أحد الإرهابيين الى تشكيل «مجلس حرب» فى سيناء ضد الجيش والشرطة تمهيدا لإعلان سيناء إمارة إسلامية وفقا للمخطط الشيطانى الإخوانى فى عهد المعزول محمد مرسى الذى استضاف فى سيناء أشرار الأرض من الإرهابيين وأمراء الحرب فى فترة حكمه.
مع كامل التقدير والاحترام للسادة من «النخبة» والمثقفين، وأنصار حقوق الإنسان من جماعة «وجع الضمير»، فإن ما يجرى على الأرض فى رابعة، لا علاقة له بمفهوم الاعتصام السلمى كما هو معروف فى المواثيق والقوانين الدولية، إنما ينطبق عليه ما يجرى فى أى بؤرة ارهابية فى العالم، أو داخل مصر مثل جبل الحلال فى سيناء، وهذا عيب النخبة، وجزء كبير من المحسوبين على التيار المدنى يشخصون الحالة ولا يقدمون حلولا واضحة وصريحة وجريئة لفض «اعتصام رابعة».. وهذا هو عيب النخبة المترددة.