كلنا يعرف أن محمد مرسى سقط إلى غير رجعة بقرار شعبى حاشد يوم 30/6، وأن شرعيته أصبحت فى حكم العدم لا يمكن التحايل أو الضغط لإعادتها إليه أو إعادته إليها.
وكلنا يعرف الجرائم التى ارتكبتها جماعته وأعضاء التنظيم الدولى للإخوان فى مصر منذ إسقاط الشعب للرئيس المعزول.. قتل وتعذيب لمعارضيه، واعتداءات على ضباط شرطة وإلقاء جثث المعذبين فى الزبالة. وكلنا يعرف كذلك أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى طلب من الشعب أن يفوضه لمواجهة إرهاب الإخوان وأتباعهم، وبالفعل لم يتأخر الشعب عن الاستجابة ونزل بكافة طوائفه يوم الجمعة الماضى بأعداد فاقت حشود 30/6.
لكن ما حدث بعد نزول الشعب الجمعة الماضية وتفويضه السيسى والقوات المسلحة بمواجهة إرهاب الإخوان، يحتاج وقفة تعبوية، حتى لا تفلت الأمور وتتحقق مطالب أعداء الثورة.
بعد ظهور إصرار الشعب وجيشه على مواجهة الإرهاب واستعادة الدولة، دبرت الجماعة أحداث السبت الماضى بالدفع بالقناصة فوق أسطح العمارات وحشد الغافلين فى طريق النصر واستهداف قوات الشرطة التى ردت على إطلاق النار بمثله، وعندها فتح قناصة الإخوان نيران بنادقهم على المتظاهرين من الخلف وتم جر الجثث إلى المستشفى الميدانى برابعة، حيث كان المراسلون الأجانب المبلغين سلفا بأن شيئا سيحدث، مجتمعين وجاهزين للكتابة عن الجثث والقتلى والعنف المفرط للجيش والشرطة بعدها تراجع الحديث عن ثورة الشعب وتلاحمه مع الجيش، وأصبح الخطاب العام فى الإعلام الغربى عن ضرورة وقف العنف والعنف المضاد وبحث خريطة تفاهمات سياسية تضم الإخوان والسلطة الجديدة فى مصر كما تحول الرئيس المعزول من متهم على ذمة مجموعة من القضايا إلى سياسى وطرف فى العملية التفاوضية يزوره المسؤولون الغربيون والأفارقة، بدءا من كاثرين آشتون إلى أعضاء مجلس الشيوخ وحكماء أفريقيا.
القوى الغربية التى تريد احتواء الثورة وتخشى من صعود الجيش لمقدمة المشهد فى مصر، خوفا من شبح عبدالناصر، تسعى إلى تدويل القضية المصرية، من خلال تحويل المعزول من متهم إلى لاعب أساسى ولو رمزيا فى المفاوضات السرية الدائرة الآن، وتحييد الجيش لعدم تصفية اعتصام رابعة والنهضة، بل دعم الاعتصامين بالمال والمعدات وربما بالأسلحة، كما عرضت آشتون صراحة على قيادات الجماعة الإرهابية.
طيب، بعد ذلك كله ماذا نحن فاعلون؟ هل نسمح للغرب بتبريد واحتواء الثورة المصرية؟ هل نسمح لهم بتحييد الجيش ومنعه من تنفيذ إرادة الشعب وتفويضه بردع الإرهاب؟ هل نسمح لهم بإخراج المعزول إلى رابعة أو إلى لندن ليكون شوكة فى ظهرنا؟
الآن وليس بعد ساعات، لابد من نقل المعزول لتنفيذ حكم الحبس الذى أصدره قاضى التحقيقات وإلا فليخرج مبارك فورا إلى بيته.
الآن وليس بعد ساعات، لابد من فض اعتصام النهضة ورابعة والقبض على المتهمين المطلوبين للعدالة.
الآن وليس بعد ساعات أيها السادة لأن وتيرة تدويل الثورة المصرية تسير بسرعة الصاروخ، وأذكركم بأن الشعب الذى فوضكم يراقبكم كما يراقب الأعداء فى الداخل والخارج، ويستطيع أن يسبق قراركم بتحركه على الأرض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة