حتى يخلق الله تلك اللحظة التى يفهم فيها الإخوان أن منصة اعتصام رابعة أخطر عليهم من السيسى، ودليل لم تنجح وزارة الداخلية فى تحصيله لتأكيد اتهامات العنف والإرهاب على قيادات الإخوان.. حتى يرزق الله الإخوان بتلك اللحظة التى تعمل فيها عقولهم فلا تنتظر من الجماعة سوى المزيد من الأكاذيب والفبركة والخيال الذى لا يعرف للواقع طريقا.. وعلى رأس هذه الفبركات الإخوانية توجد علاقة الإخوان بواشنطن على وجه الخصوص والغرب عموما، وهى العلاقة التى تسعى الجماعة لتسويقها فى صورة الندية، استنادا إلى تاريخ إخوانى طويل قائم على مظاهرات لا تحرق سوى أعلام أمريكا وإسرائيل ولا ترفع سوى لافتات تصفها بالشيطان الأكبر.
وما تسعى الجماعة لتسويقه شىء، وما يحدث على أرض الواقع شىء آخر، ما كنا نسمعه من دعاء بهلاك الكيان الصهيونى شىء، وما قرأناه مذيلا بتوقيع الإخوانى محمد مرسى ومباركة الجماعة حول تمنى الخير لإسرائيل والعزيز شيمون بيريز كان شيئا آخر، ما كنا نسمعه فى مؤتمرات الإخوان عن المؤامرات الأمريكية لمحو الإسلام شىء، وما شهدناه من صمت إخوانى على الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة كاملة لإسرائيل كان شيئا آخر.
سؤال بالبلدى كده: هو أنت بجد مش لافت نظرك كل هذا الدعم والاهتمام الأمريكى والغربى بالإخوان ومرسى؟
سؤال تانى: ألا تتذكر السنوات الماضية حينما كنا نقول ومعنا الإخوان بنفس الصوت وفى نفس واحد أن أى حاكم عربى أو شخصية سياسية عربية تحظى بدعم أمريكى أو رضا غربى هى بالضرورة خائنة وعميلة وخاضعة لمخططات الغرب ضد الإسلام؟
لحظة.. أنت تتهمنى الآن بسوء الظن ومحاولة إلصاق تهمة جديدة للإخوان وهى الركوع أسفل الحذاء الأمريكى من أجل السلطة؟!، وأنا يا سيدى أرفض اتهامك وتعالى نحسن الظن معا ونقول كما تقول منصة رابعة العدوية إن الأمريكان والمنظمات الأوربية والدولية -التى كانت فيما مضى سلاحا لهدم الإسلام- يدعمون الإخوان ويدافعون عن حق مرسى فى السلطة لأنهم على قناعة بعدالة القضية الإخوانية، ولأن الغرب الفاسق ووسائل الإعلام الأمريكية أكثر طهرا وصدقا وعدلا فى التعامل مع قضية الإخوان من حالة العهر التى يمارسها الإعلام المصرى.
أهل رابعة يقولون هذا الكلام وما هو أكثر منه مدحا فى عدالة الموقف الأمريكى والأوربى ووسائل إعلام الدول الغربية تجاه ما يحدث فى مصر.. وأنا لست معترضا على رؤية الإخوان ولكن.
ألا يعنى تأكيد الإخوان على صدق الإعلام الغربى وطهارته وعدالة أمريكا وأوربا أن الدعم الأمريكى السابق لسعد الدين إبراهيم الذى يراه الإخوان خائنا وضد الدين، أو لسلمان رشدى الذى يراه الإخوان هادما للدين أو لعلياء المهدى التى يراها الإخوان عاهرة أن كل هؤلاء وكل من دعمتهم أمريكا أهل قضايا عادلة وحق وليس كما روج الإخوان عنهم من قبل كفار وعملاء وخونة؟، ثم تعالى هنا.
إذا كنت تعتبر دعم أمريكا أوربا وتهليل صحف العالم الغربى لقضيتك دلالة على صحة موقفك.. ألا يعنى ذلك أن العالم من حقه اعتبار نفس الدعم ونفس التهليل فى نفس الصحف للكيان الصهيونى دليل على صحة موقفه؟
فكر يا عزيزى واسأل ضميرك إن كان به بعض من يقظة لماذا ترضى لنفسك ولجماعتك بأن توقع شيكا على بياض للغرب الذى كنت يوما ما تسعى لإقناعنا بأنه عدو الإسلام الذى يجب مقاطعته، واجتهدت نصبا لسنوات للتأكيد على أن مبارك كان خائنا بسبب علاقته التى لم تكن بنفس حميمية وانكسار علاقتك بالذكر الموجود فى البيت الأبيض؟
محمد الدسوقى رشدى
البيت الأبيض.. عش الزوجية الإخوانى مع العريس الأمريكانى
الخميس، 01 أغسطس 2013 10:06 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة