عادل السنهورى

الحرب الأهلية و«أوهام ماكين»

الأحد، 11 أغسطس 2013 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى لعبة توزيع الأدوار الدائمة فى السياسة الأمريكية والهدف واحد. المهم الحفاظ على المصالح الأمريكية فى المنطقة والإبقاء على مصر داخل حظيرة التبعية أو عدم استعداء مصر بما يؤثر على تلك المصالح بما فيها أمن إسرائيل واستمرار تفوقها العسكرى. يأتى وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية ويطلق التصريحات الدبلوماسية الهادئة، المطمئنة فى شكلها الفارغة فى مضمونها، ثم يأتى جون ماكين وليندسى جراهام عضوا الكونجرس وصاحبا المواقف العدائية لمصر ويطلقان التصريحات المستفزة، ويهدد ماكين بالحرب الأهلية فى مصر لأنه فشل فى الضغط على مصر والحصول على قدر أكبر من المكاسب الأمريكية واحتواء الثورة المصرية واستيعاب تداعياتها ومحاولة إنقاذ «الإخوان»، الكنز الاستراتيجى الجديد، بالتالى لا مانع من ترهيب وتخويف المصريين من الحرب الأهلية ما دامت الضغوط قد فشلت، وهذا ما كشفت عنه بعض الصحف الأمريكية أمس فقد رفضت مصر تهديد ماكين بقطع المعونة فى حالة عدم الموافقة على الاقتراح الأمريكى بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وباقى قيادات الإخوان.
ماكين اعترف لوكالة الأنباء الأمريكية «الأسوشيتدبرس»، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى غير سعيد من بعض الاقتراحات التى قدمها هو وزميله السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام، ومنها الإفراج عن بعض قادة الإخوان، ولذلك فهو يشعر بالأسف أن السيسى ليس مستعداً للدخول فى حوار مع الإخوان، ويخشى من «النهاية العنيفة والحرب الأهلية» فى مصر. هذه هى أحلام السيد ماكين التى لن تتحقق بإذن الله، فقد سقط القناع الآخر للإدارة الأمريكية وانكشفت اللعبة القذرة التى يتقنها الأمريكان فى تخويف الدول الهشة الضعيفة بسياسة العصا والجزرة القديمة. وأوباما المرتبك والمهتز من زلزال 30 يونيو فشل حتى فى اختيار ممثليه وسفرائه إلى مصر، فعندما لا ينجح بيرنز فى مهمته لا يجدى سوى أحد أمراء الظلام والشر والحرب، ماكين ليكون مبعوثه إلى مصر، وبئس الباعث والمبعوث. ونود أن نطمئن ماكين ومن خلفه أوباما فلن تتحقق أوهامه وأحلامه فى مصر مثلما تحققت فى أفغانستان والعراق وسوريا الآن، فتاريخ هذا الشعب العظيم الذى ثار على الاستبداد السياسى والفاشية الدينية يجعل كل من راهن على هزيمته وانكساره خائبا مدحورا، يحيق به مكره السيئ بمصر وأهلها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة