الحجة الآن هى مواجهة إسرائيل، فجأة تذكر الإرهابيون فى سيناء إسرائيل، وقرروا العمل ضدها ومواجهتها وهم الذين لم يثبت عليهم ولو على سبيل الخطأ أنهم نفذوا عملية واحدة ضد إسرائيل، وبالطبع فإن بعضهم يعمل لصالح أجهزتها واليوم وبعد أن واصلوا أعمالهم من أجل انتزاع سيناء أو عزلها، خرجوا ليعلنوا للهبل والمجانين أنهم كانوا يجهزون لضرب إسرائيل لولا أن القوات المصرية فاجأتهم وضربتهم، وخرج من يبكى عليهم.
واللافت أن هناك من تعامل مع الموضوع على أنه حقيقى وبدأت عملية مزايدات ومناقصات، للبحث عن أفضل طرق اللعب فى الأعماق. وقد يكون لدى جماعة الإخوان دوافع أن تنكر الوجود الشعبى، وتلجأ لاعتبار الجيش عدوا والشعب خصما والخارج حليفا، ضمن أعراض حالة الإنكار النفسى والعصبى التى تتلبس الجماعة وقياداتها وامتداداتها، لكن غير المفهوم أن نجد بعض صغار المتناشطين يتبنون التفسيرات الجماعاتية الاستراتيجية، التى تعتبر الإرهابيين كانوا يلعبون الاستغماية مع إسرائيل. بينما يواصلون طوال عام كامل عملهم ضد الجيش والأهداف المصرية، ولم يتورطوا ولو على سبيل الخطأ فى إصابة الجانب الإسرائيلى. فما بال بعض المتسلفين يطالبون بالحوار مع القتلة والإرهابيين.
ثم إن التنظيمات الإرهابية ممثلة فى تنظيم القاعدة وأشباهه، لم تقم طوال تاريخها الطويل بأى عمليات ضد إسرائيل ولا أمريكا، وحتى هجمات سبتمبر قدمت للولايات المتحدة أكبر خدمة لتدمير العراق وأفغانستان، مع ترك القاعدة بقدرات تمكنها من تنفيذ عمليات ضد العرب والمسلمين، ومنذ أيام بن لادن ومن بعده الظواهرى، كانت كل الفيديوهات والبيانات والافتكاسات موجهة إلى العالمين العربى والإسلامى. وأكبر إنجازات القاعدة وتنظيمات الإرهاب فى مصر التسعينيات، أنهم قتلوا من الأبرياء العرب والمسلمين ما يتجاوز مئات الأضعاف من الأعداء الوهميين إن وجدوا.
وحتى حركة حماس وباقى التنظيمات الصوتية، منذ انشقوا وتحاربوا، لم يشنوا حربا يعتد بها تجاه إسرائيل، وكانت هجماتهم وحروبهم موجهة وبوضوح إلى طرف فلسطينى أو عربى. ولما كانت بعض الجماعات المتمردة تطلق صواريخ ضعيفة على إسرائيل، كانت أحيانا تدان من قبل القادة، ويتم إنكار وجهتها ومن يقف وراءها. وقد قتل المجعرون من بعضهم أضعاف ما قتلوا من عدوهم، بل إنهم مثلوا بإخوتهم ولم يفعلوها مع عدوهم.
وبالتالى فإن زعم مقاومة إسرائيل من جماعات الإرهاب، حجة هدفها المزايدة، والكثير من الجعجعة، وهى فى الواقع أياد لأجهزة استخبارات وشركات سلاح، ولايستبعد أن يكون بعضها لاعباً مع إسرائيل وأجهزتها، لأن هذه الجماعات تحصل على أموال وأسلحة كثيرة، لاتوفرها إلا أجهزة وجماعات، لها أهداف فى استمرار هذا الاستنزاف الذى يخدم التقسيم والانفلات.. وقد رأينا التنظيم الدولى فى معرض سعيه للحصول على تدخل خارجى لدعم فرعه المصرى، يرسل رسائل بأن له علاقات بتحريك العنف فى العالم فى إشارة تهديد واضحة.
نقول هذا بمناسبة المزايدات والافتكاسات التى يرددها البعض قصدا أو هبلا، ليجعلوا إسرائيل شماعة أو حجة جديدة لتعليق الإرهاب الواضح كالشمس. وهو إرهاب يشن حرب غدر، ويستحق الغدر وليس المزايدة.