سعيد الشحات

استراتيجية إسرائيل لاستعادة سيناء

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 06:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت أيام إجازة العيد فرصة للبحث فى أوراقى القديمة، وتوقفت أمام دراسة بعنوان: استراتيجية لإسرائيل فى الثمانينيات، كتبها «عوديد يينون» وهو موظف سابق فى الخارجية الإسرائيلية، وبالرغم من أن الدراسة تقوم على وجود نظام دولى ثنائى القطبية، وهو ما لم يعد مطروحا الآن، إلا أن فيها الكثير مما يستحق التوقف، خاصة تلك التى تستهدفه إسرائيل نحو دول المنطقة، صحيح أن تحولات دولية لصالح تحقيقها، ويكفيك أن تقرأ الأهداف التالية التى تشملها الدراسة.
- استعادة شبه جزيرة سيناء بمواردها القائمة والكامنة هدف أساسى لإسرائيل، وتحقيق هذا الهدف فى المدى الطويل، يقوم بتجزئة مصر إقليميا إلى وحدات جغرافية منفصلة، تقول الدراسة إن رؤية دولة قبطية مسيحية فى صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول الضعيفة ذات سلطة إقليمية مصرية لا سلطة مركزية، هو مفتاح التطور التاريخى الذى لا يبدو مستبعدا فى المدى الطويل.
- تفتيت سوريا والعراق إلى مناطق إثنية ودينية، واحدة على غرار لبنان هو هدف من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل فى الجبهة الشرقية فى المدى البعيد، ففى العراق تقوم ثلاث دول، أو أكثر حول المدن العراقية الرئيسية، البصرة والموصل وبغداد، إذ تنفصل مناطق شيعية فى الجنوب عن الشمال السنى والكردى بأكثريته ويكون بذلك التقسيم الطائفى متاحا على غرار سوريا فى العهد العثمانى.
- تفتيت سوريا وفق التركيب الإثنى والطائفى إلى عدة دول مثل لبنان، بحيث تقوم على ساحلها دولة علوية شيعية، وفى منطقة حلب دولة سنية، وفى منطقة دمشق دولة سنية أخرى معادية للدولة الشمالية، ويشكل الدروز دولة ربما فى الجولان وفى حوران وشمال الأردن، وترى الدراسة أن هذه ستكون ضمانة للسلام فى المنطقة على المدى البعيد.
- شبه الجزيرة العربية بأسرها هى مرشح طبيعى للانهيار وأكثر من غيره اقترابا منه بفعل ضغط داخلى وخارجى، وهذا الأمر غير مستبعد فى معظمه خصوصا فى السعودية، سواء بقيت قوة اقتصادية أم انخفضت فى المدى البعيد.
- ينبغى أن تؤدى سياسة إسرائيل حربا أو سلما إلى تصفية الأردن بنظامه الحالى، ونقل السلطة إلى الأكثرية الفلسطينية.
- تتحدث الدراسة عن استثمار الجانب العرقى والإثنى فى تقسيم بلاد المغرب العربى إلى كيانات تقضى على وحدة الدولة، وكذلك اليمن، أما السودان فيشمل تقسيمه إلى أكثر من كيان، واحد فى الشمال، وثان فى الجنوب، وآخر فى الشرق، ورابع فى الغرب.
حين تقرأ هذه الدراسة وبالرغم من أنها تقوم وفقا لنظام دولى مختلف عما هو الآن، وأيضا ليس فيها إشارات كانت تنبئ بقيام ثورات شعبية كما حدث فى مصر وتونس، إلا أنك لابد أن تتوقف أمام الأهداف التى ذكرتها، فالعراق حدث فيه مايشبه التقسيم، وسوريا تدور على أرضها حرب تستهدف تقسيمها وفقا لما جاء فى الدراسة، أما السودان فتم بالفعل تقسيمه إلى دولة فى الشمال ودولة فى الجنوب.
وتبقى مصر التى تتحدث الدراسة عن عودة سيناء إلى إسرائيل، ودولة مسيحية فى الصعيد، فهل كانت المخاوف فى ظل حكم مرسى عن سيناء كوطن للفلسطينيين ظلا لذلك؟ وكيف يخدم الإرهابيون فى سيناء هذا المخطط؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة