أكرم القصاص

تجارة الثورة والبحث عن كاميرا

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 06:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفس الأخطاء والمجادلات والتحليلات التى قادت إلى الارتباك والحيرة، تعود وكأنك يا أبوزيد ماغزيت.. نفس الحيرة والجدل والمعارك الشخصية، وهى أقرب إلى منافسات على الكاميرا والأضواء.
بعد عامين ونصف يفترض أن نكون تعرفنا على مانريده، دستور لعموم المصريين، يضمن الحرية والعدالة، وتكافؤ الفرص، والمساواة، وإنهاء الفساد،. لكن مانراه اليوم من جدل يعيد المواطنين إلى الحيرة بفضل معارك فرعية،، وجدل وهمى يترك الموضوعات الأصلية إلى معارك حول الأشخاص، سواء فى لجنة الدستور أو فى الاستعداد للانتخابات.
نقصد بعض الشباب والحقوقيين الذين يطلق عليهم لفظ نشطاء، هؤلاء تركوا القضية وانخرطوا فى حملات ضد فلان أو علان، ونفس هؤلاء لو تم وضعهم فى اللجان لاعتذروا، لأنهم اعتادوا المقاطعة، والقضية هنا ليست الدفاع عن اختيار شباب تمرد أو غيرهم، لكن فى كون الحملة عليهم تبدو أحيانا نوعا من الحملات العبثية، الأقرب للعدمية السياسية، تبث روح اليأس، وتخترع الخلافات من لاشىء.
عدد من هؤلاء النشطاء ركبوا قطار يناير، وبعضهم استفاد إعلاميا وماديا واحتكروا السفر والحديث باسم الثورة، وبعضهم كسبوا من الفوضى والاعتقالات والمصادمات، لكنهم أيضا ساهموا فى نشر الحيرة، ودعوا لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومباشرة أو بشكل غير مباشر ساهموا فى الارتباك والنتائج الفوضوية للعملية السياسية. هم ليسوا سياسيين، وغالبا يرفضون الدخول فى أى عمليات سياسية، ومع هذا يشككون فى المسارات السياسية، ولا يعترفون بالصواب والخطأ فى السياسة، وينطبق عليهم القول بأنهم لايعملون ولا يتركون غيرهم يعمل.
بعض هؤلاء عادوا ليحاولوا جذب الأضواء واستعادة الدور. من خلال دور تشكيكى عدمى. ويصعب أن تحدد لهم موقفا واضحا، من القضايا المطروحة. غالبا يخوضون معارك شخصية، ضد أشخاص، ليسوا مع الإخوان ولا ضدهم، ولا مع الجيش ولا ضده تماما، من الصعب التعرف على أنهم شامتون أو غاضبون أو فرحون أو «زعلانين»، وإنما خليط من الآراء التلفيقية التى لم تعد صالحة بعد أن تغير الوعى.
هؤلاء ظهروا قبل 30 يونيو وشككوا فى حركة تمرد، باستخدام حجة الفلولية أو التراجعية التحنيطية. وباقى الاتهامات التى يصعب البرهنة عليها أو إثباتها، لكنها تساهم فى التشكيك.
وراهن بعض خبراء النشطاء على أن أحدا لن يخرج فى 30 يونيو، وفوجئوا بالملايين من الناس العادية، بعيدا عن المحترفين، لم يراجعوا نظرياتهم ومخترعاتهم، لكنهم واصلوا حالة الهلام السياسى. ربما لأنهم شعروا قبل شهور بانحسار الأضواء عنهم.
لن تعرف ماذا يريد هؤلاء من الدستور أو الانتخابات، فهم لايخوضون نقاشا سياسيا، لكنهم يكتفون بمقاطع ونظريات منقولة من جوجل أو أنصاف تجارب لشعوب أخرى. فقط هؤلاء يكسبون من الحالة المتداخلة، شككوا فى 30يونيو، وقللوا منها، وفوجئوا مع غيرهم بالملايين، التى كانت للمرة الأولى ليست إخوانية ولا إسلامية، بل الشعب، فحاولوا تفسيرها بنظريات القوالب، والمؤامرة.. تارة يتبنون موقف الجماعة، وأخرى مواقف خصومها، المهم أن يبقوا تحت الأضواء. ويجدوا سوقا لبضاعتهم المرتبكة التى أصبحت متوفرة لدى غيرهم. إنهم يبحثون عن مكان تحت الكاميرات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة