سعيد الشحات

مغالطات «السعودى» خالد الدخيل

الأربعاء، 14 أغسطس 2013 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تحمى صفة الأكاديمى كاتبا يضع «أكاديميته» جانبا، ثم يستدعى قناعات شخصية ليزج بها فى كتاباته حتى يقنع قارئه بأشياء ليست حقيقية.
ومنذ خروج ملايين المصريين يوم 30 يونيه لاستعادة ثورتهم لوضعها فى مسارها الصحيح، ونحن نرى هؤلاء الذين يغرقوننا فى ذكر معنى «الانقلاب» كما حفظوه فى دراستهم، متغافلين إرادة الشعوب التى هى وحدها القادرة على فرض الرؤى الصحيحة والجديدة فى التعريفات السياسية لأى ظاهرة جديدة.
ويوم الأحد الماضى كتب «الأكاديمى السعودى» خالد الدخيل مقالا من هذه النوعية على صفحات جريدة الحياة اللندنية بعنوان: «انقلاب السيسى وتاريخ مصر»، ويحمل المقال الكثير من المغالطات مثل قوله: «مصر فى حالة انقسام حاد يمتد من القاعدة الشعبية إلى صفوف النخبة بكل مكوناتها السياسية والثقافية والاجتماعية، وعلى خلفية ذلك يبدو البلد وكأنه ينزلق ببطء نحو حرب أهلية تهدد الجميع».
وفيما يبدو أن الكاتب يطرح تلك الفرضية متأثرا بمشاهدته لقناة الجزيرة ووسائل الإعلام التى تعد ظهيرا لجماعة الإخوان وحلفائها، التى توحى لمشاهديها بأن مصر منقسمة على نفسها، وأن الملايين لا يغادرون الشارع حتى يعود محمد مرسى إلى الحكم تمسكا بالشرعية، وهذا الوضع لا يحمل من الحقيقة شيئا، صحيح أن هناك اعتصامين للإخوان فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، وبعض المظاهرات المؤيدة لهما فى المحافظات وقوامها المئات، إلا أن ذلك قطرة فى بحر الملايين التى خرجت يومى 30 يونيو، و26 يوليو، مما يقودنا إلى نتيجة أن المجتمع المصرى لا يشهد كما قال «الدخيل» «انقساما حادا»، وإنما أغلبية كاسحة قالت كلمتها ضد حكم مرسى وجماعته.
يتحدث «الدخيل» عن أن الانقسام «الحاد» امتد إلى «النخبة» وتلك واحدة من القراءات التى لا ينتبه «الكاتب» من خلالها إلى أن ثورة 25 يناير تجاوزت ذلك، فالشارع المصرى سبق نخبته فى صنع ثورته، ولو ظل تاركا أمره إلى اللحظة التى ستتوحد فيها هذه النخبة لما قامت الثورة من الأصل، أضف إلى ذلك أن نخبة مصر ليست تلك التى يراها الكاتب فى قناة الجزيرة وغيرها من الفضائيات، التى لا يبكيها دماء الضباط والجنود التى تسيل فى سيناء على أيدى الإرهاب الذى أعلن صراحة واحد من قيادات الإخوان هو محمد البلتاجى بأنه سيتوقف فى حال عودة مرسى إلى الحكم، فبأى شرعية وأى ديمقراطية يتشدق «الدخيل» وأمثاله فى ظل هذا الإرهاب؟
وتقودنا تلك الأحداث إلى فرضية جديدة وهى، هل كانت جماعة الإخوان حقا ستجرى انتخابات نزيهة؟، وهل كانت ستترك الحكم بصندوق الانتخابات؟ ولعل الإرهاب الذى يحدث حاليا يعطى إجابة لذلك.
يتعجب «الدخيل» من اللغة البذيئة التى تعبر عن حالة الكراهية التى تهمين على المشهد، قائلا: «انتشرت مفردات مثل، إرهابيون وحمير ومجرمون وبهايم وغزاة وكفار وخونة. أقل شتيمة قيلت فى حق الإخوان مثلا أنهم جملة اعتراضية فى تاريخ مصر».
ومع التسليم بأن هذه المفردات قيلت بالفعل، إلا أن «الكاتب» يقفز على حقيقة أن «الإخوان» وحلفاءهم منذ فوز الدكتور مرسى بالرئاسة هم الذين بدأوا إغراق الساحة السياسية بهذه اللغة البذيئة، وصفوا معارضيهم بـ«الخونة والعملاء وعبدة الأوثان والشيطان» وغيرها من اللغة الأكثر بذاءة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة