بحسم من الشعب والجيش وفى مجرى الموجة الثانية للثورة فى 30-6-2013 تمت الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، وتمت عملية إفشال «الحرب الأهلية» كأداة فعالة كان الإخوان المسلمون وحلفاؤهم فى الداخل والخارج يريدون من خلالها استرجاع مندوب المرشد لعرش الحكم، كان الإخوان المسلمون قد خططوا بلا أدنى شك لإعادة «رئيس الأهل والعشيرة» للحكم مع ضمان الوجود السياسى والأيديولوجى والاقتصادى على أسوأ الظروف حتى لو فشلوا فى إعادة «مرسى» للحكم، فركزوا جهدهم فى خلق بؤرة تفجير الحرب الأهلية المنشودة مع التمويه بإطلاق تسمية «الاعتصام» على تلك البؤرة واستدرجوا الإعلام الفضائى للهجوم عليهم للظهور بمظهر الضحية تنفيذا لمبدأ «المظلومية» لاكتساب تعاطف شعبى لا يستحقونه، ولم يكذب الإعلام الفضائى الخبر فاندفع فى الهجوم عليهم لتشويههم من كل الجوانب، وتدخل بعض الوسطاء وفاعلو الخير من مصريين وعرب وأجانب بين الإخوان المسلمين والحكم الجديد الذى يقود المرحلة الانتقالية، تدخل الوسطاء فى محاولة لعدم تفجير الحرب الأهلية والتى نجح الجيش المصرى فى محاصرتها داخل سيناء مع عدم امتدادها داخل الدلتا فبقيت محصورة فى سيناء حتى هذه اللحظة مع استخدام «الاعتصامات» والمسيرات «المسلحة» فى القاهرة وعواصم المحافظات، وبالهجمات المسلحة على الأقباط لينمو الآن إحساس شعبى يتجذر فى وجدان الشعب خوفا من تخلى الجيش عن حمايته تحت الضغوط الدولية وخاصة الضغوط الأمريكية التى نجح الجيش المصرى بمؤازرة شعبية حتى هذه اللحظة بتقليل حجم تأثير تلك الضغوط، وبالرغم من رفض الإخوان أى حلول قبل عودة «مرسى» للحكم، فقد بدأ الكثيرون فى تخوفات حقيقية روج لها «النفاق الديموقراطى» لبعض النخبة الفضائية المحبطة والخوف من الغضب الخارجى والعقوبات الغربية، كان من تأثيرها تخوفات شعبية من تأثر الحكم الجديد ويتراجع عن خارطة الطريق التى كان قد أعلنها الفريق أول «السيسى» بنفسه، فالتراجع عنها يعنى المواجهات المسلحة بين الشعب من جهة والإخوان وحلفائهم من جهة أخرى، مع توطيد الإرهاب الإخوانى السلفى مع مرحلة انتقامية تسيل الدماء فى الشوارع والميادين لتدشين حكم دينى فاشى يقوده الإخوان إذا ما تم التراجع عن خارطة الطريق تنفيذا لمطالب «بؤرة الحرب الأهلية» التى صممها الإخوان المسلمون وراحوا يتفاوضون من داخلها مع كل الوسطاء، وكان من اليأس والإحباط المختلط بالجنون أن يتصور أحد أن يتم تراجع الحكم الجديد عن خارطة الطريق، فمن البديهى أن كل قوى الثورة لم تكن لتقف مكتوفة الأيدى.. فكان نطاق الاحتجاجات والمليونيات سوف يتسع ضد عودة محتملة تدريجية أو فورية للإخوان، لا سيما أن «ميدان التحرير» ما يزال تحت سيطرة الثوار وهو الذى سوف يفرض إرادته على الحكم الجديد لتصفية كل «بقع الحرب الأهلية» الموجودة حاليا والتى يمكن أن يوجدها الإخوان فى المستقبل القريب لاسيما وأن تخلى الإخوان وحلفائهم عن تحقيق أهدافهم سوف ينتهى بمجرد فض هذه البؤر وسوف يكون من قبيل الوهم والخطأ الفادح، لأن عدم القضاء على «البؤر الإرهابية» اليوم أو فى المستقبل، كما يقول المفكر الكبير خليل كلفت، «سوف يؤدى لا محالة إلى نفس النتائج الكارثية من درب مختلف يصب فى النهاية فى طريق حرب أهلية لا تُبقى ولا تذر»، مع ملاحظة أنه «إذا كانت أمريكا تعمل على الحصول من حكم الإخوان على ما كانت تعجز عن الحصول عليه من حكم مبارك لصالح إسرائيل فى سيناء بالذات، فإن هذا لا يعنى تفضيلا شاملا من جانبها لحكم الإسلاميين فى مصر. والحقيقة أن تصورات حماية إسرائيل من حماس مضحكة، كما أن تفسير نظرية الفوضى الخلاقة بأنها تعنى فى مصر رغبة أمريكا فى أن يعمها الفوضى والتفكك وعدم الاستقرار لصالح إسرائيل يرتبط بقراءة متسرعة أو بتصورات صبيانية عن هذه النظرية وتطبيقاتها المحتملة.. واليوم وبعد فض اعتصامى رابعة والنهضة سوف تتأكد أمريكا وأوروبا من الحقيقة التى توصل إليها الشعب المصرى، وهى باختصار شديد أننا اليوم قد تخلصنا من حكم المرشد.. تكبيييييييييير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة