لم ينتصر الإرهاب فى أى دولة ولم يجن سوى الخسارة والهزيمة، مهما بلغت قوته واستقواءه بالخارج. كل تجارب الإرهاب فى ترويع وتخويف الشعوب كانت نهايتها محتومة مهما طال أمدها ومهما كان نزيف الخسائر وفاتورة الدم. مصر تخوض معركة المصير والمستقبل الآن ضد جماعات إرهابية وعصابة إجرامية مسلحة حكمت مصر عامين فى أكبر خدعة سياسية فى تاريخ مصر وأضخم عملية نصب وتزييف وعى للاستيلاء على السلطة فى مصر. كانت هذه من المفارقات المأسوية أن تحكم «عصابة إرهابية» شعبا بحجم الشعب المصرى وباسم الثورة وشعارات الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، لكن ما لبث قناع الكذب والخداع وتزييف الوعى أن تساقط من فوق وجوه العنف والإرهاب وكشف الشعب حجم المؤامرة والمخطط الشيطانى الملعون فأزاحه فى أعظم ثورة شعبية فى التاريخ الإنسانى.
الإرهاب الذى كان يحكم مصر يعيث فى الأرض فسادا وترويعا وقتلا وتخريبا بشعار «إما أن نحكم وإما الخراب والفوضى والدم»، ويسعى لفرض مخطط الفوضى الخلاقة فى مصر تنفيذا للسيناريو الأمريكى بعد أحداث سبتمبر 2001 والذى تبنته الإدارات الأمريكية المتعاقبة ونفذته فى العراق وسوريا وليبيا والآن جاء الدور على مصر بأيدى جماعة خائنة لله والدين والوطن، فاقدة للشرعية سوف تلقى مصيرها المحتوم قريبا جدا لأنها عصابة فى مواجهة شعب متوحد خلف قيادته ومؤسساته الوطنية، والعصابات الإرهابية لا تنتصر على الشعوب ابدا. هكذا يعلمنا التاريخ وترشدنا دروسه، مهما كانت درجة الاستقواء بالخارج وبأوباما الذى منح إشارة البدء لمسلسل الفوضى الخلاقة فى مصر فى كلمته المريبة والمشبوهة الذى حاول فيها ممارسة لغة الإرهاب والتهديد لمصر وإعلان إلغاء مناورات «النجم الساطع» المتوقفة منذ عام 2009 ولا يستفيد منها سوى الجيش الأمريكى.
أوباما المرتبك والمريب يخوض مع جماعة الإخوان الإرهابية معركة بقائه فى السلطة لأنه يدرك جيدا أن خسارة معركته فى مصر الذى أنفقت ادارته مليارات الدولارات لدعم الإخوان والإبقاء على مرسى لتحقيق المصالح الأمريكية، ويدرك أيضا أنه ليس اللاعب الوحيد فى الساحة الآن، فروسيا تترقب والصين ليست بعيدة، ثم قبل كل هؤلاء فهنا الشعب المصرى بقيادته ومؤسساته الوطنية الذى لن يسمح بأن تفرض عليه قوى الشر والإرهاب إرادتها.