جاء موقف العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفيا لمصر أكثر من بعض الذين يحملون جنسيتها، وكاشفا لدول تزعم أنها تعمل من أجل استقرار مصر، لكنها ترعى الإرهاب حتى تبقى مصر رهينة فى حظيرتها، وضع الرجل دعاوى التضليل التى يطلقها هؤلاء الذين يعبثون فى أرض مصر تحريضا وفتنة فى حجمها الطبيعى، انتصر الرجل للدولة التى يريد هؤلاء تفكيكها، قال إن السعودية شعبا وحكومة تقف مع أشقائها فى مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وأن كل من يتدخل فى شؤون مصر الداخلية يوقد نار الفتنة ويدعو إلى الإرهاب الذى يدّعون محاربته.
هى كلمات تنزل حجرا ثقيلا على دول مثل تركيا وأمريكا وقطر وإسرائيل، كلمات لا تنتصر لقيم الديمقراطية كما تقول، لأنها لو تعرضت إلى مثل ما تتعرض له مصر حاليا لأخرست الألسنة التى تتشدق بحقوق الإنسان، هى دول تغمض عينيها عن حرق الكنائس وحرق أقسام الشرطة، وحرق دواوين المحافظات، وعمليات القتل الممنهجة، هى دول تريد تفكيك الجيش المصرى، حتى لا يقوم للأمن القومى العربى والمصرى قائمة، فطن الملك عبدالله إلى كل هذه المخططات، فجاءت كلماته دالة ومعبرة ومطمئنة إلى كل فرد فى الشعب المصرى الذى قارن تلقائيا بما يفعله أوباما وأردوغان وقطر، فتأكد أن له ظهيرا تتشكل رؤيته وفقا لرؤية سياسية أشمل وأعمق.
هى كلمات تنزل على شيوخ الفتنة من أمثال يوسف القرضاوى الذى دعا مسلمى العالم إلى التوجه لمصر لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الجيش المصرى، حتى تتحول مصر إلى نموذج سوريا، وسليم العوا الذى يدعو إلى ثبات الإرهابيين فى الشوارع، وعمرو حمزاوى بفذلكة الحديث عن «الفاشية العسكرية»، وأيمن نور الذى يفوته قطار الطموح بعد أن ضبط إشاراته على حكم الإخوان.
يتحدث هؤلاء على ديمقراطية لا تعرفها جماعات الإرهاب، يتحدثون عن صناديق انتخابات يتأكد المصريون الآن أنها كانت ستتم تحت وقع الإرهاب، ثم إنها لو لم تأت بهم كانوا سينفذون مخططهم الإرهابى الذى يحدث الآن.
كل هؤلاء وغيرهم يحملون الجنسية المصرية فى بطاقتهم الشخصية، لكنهم اختاروا الانتصار للجماعة على حساب الوطن، يعطى الملك عبدالله بن عبدالعزيز درسا لكيف يكون الموقف الصحيح، أثبت أنه يحمل جنسية مصر فى قلبه ووجدانه وأكثر وفاء لها، جاء موقفه فى لحظة تاريخية، تتصارع فيها مصر الدولة مع جماعات إرهابية تنفذ مخططها حتى تتحول مصر إلى جثة هامدة.
يذكرنا موقف العاهل السعودى بموقف شقيقه الملك فيصل رحمه الله بعد نكسة يونية عام 1967 الذى قرر مساندة مصر، ثم جاءت حرب أكتوبر عام 1973 لتعطى درسا بليغا فى التضامن العربى ومساندة مصر، حين قاد مع العظيم الراحل الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة معركة قطع البترول عن الدول الغربية التى تساند إسرائيل، فكانت ملحمة قومية عربية سجلت نفسها بحروف من نور فى تاريخنا العربى.
يقرأ الملك عبدالله المشهد المصرى على نحو أنه أمام دولة يريد لها الحاقدون والموتورون تفكيكها، ويؤكد موقفه على أنه على يقين بأن إضعاف مصر هو إضعاف لكل الدول العربية، وأن قوتها هى قوة لكل العرب، فتحية من كل مصرى للملك عبدالله، ولكل من يساند مصر فى حربها ضد الإرهاب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة