أولا: المهمة العاجلة الآن هى هزيمة العنف والإرهاب بجميع أشكاله، وفى الوقت نفسه عدم الانزلاق للحرب الأهلية وصيانة الوحدة الوطنية، ويتحقق ذلك من خلال دعم وتمتين جبهة 30 يونيو التى خرجت ضد حكم الإخوان، وهى جبهة شعبية عريضة تضم أغلبية الشعب، ولابد من حشدها ضد الإرهاب، ويتطلب إنجاح هذه الجبهة تحقيق العدالة الاجتماعية، وإصلاحات سياسية وقانونية شاملة تضمن فصل الدعوى عن السياسى، والسعى لمصالحة وطنية لا تستبعد أحدا باستثناء من تورط فى العنف والإرهاب ضد الكنائس والأديرة والمنشآت العامة. ثانيا: المهام السابقة متداخلة، ولابد أن تتم بشكل متزامن وسريع، لضمان أن تكون هناك حزمة متكاملة من الحلول الأمنية والسياسية والاجتماعية والإعلامية التى تضمن توسيع القاعدة الاجتماعية للحكم المؤقت، فليس من المعقول ألا يصدر حتى اليوم قرار بالحد الأدنى للأجور، أو بالسيطرة على ارتفاع الأسعار، والانفلات الأمنى، فالمواطن البسيط منذ ثورة يناير لم يشعر بتحسن حقيقى فى أوضاعه الحياتية، ومن حقه الآن الحصول على قليل من حقوقه وتطلعاته المشروعة التى أطلقتها ثورة يناير.
ثالثا: الحكم المؤقت وحكومة الببلاوى فشلا فى مخاطبة العالم الخارجى إعلاميا وسياسيا، لكن الفشل الأكبر كان ومايزال فى مخاطبة جبهة 30 يونيو، وتوجيه رسائل سريعة للشعب توضح له حقيقة الأحداث على الأرض، وتفضح مخططات الإخوان، وأرجو سرعة تدارك هذه الأخطاء لأن الاتصال والإعلام السياسى بالغ الأهمية فى إدارة أزمة مصر مع الإرهاب. وحتى اليوم لا أعرف لماذا لم يخاطب رئيس الجمهورية المؤقت الشعب؟ ولماذا لم يتحدث السيسى؟ وكيف يظهر الببلاوى أمام الكاميرا بهذه الصورة الإعلامية المهزوزة؟
رابعا: أظن أن فض الاعتصام لم يكن خطوة سليمة حيث وقع عدد كبير من الضحايا، وحدثت تجاوزات من الجانبين، تتطلب تشكيل لجان وطنية مصرية محايدة تتولى التحقيق، لكنى ضد كل أشكال ومظاهر العنف والإرهاب التى لجأ إليها الإخوان بعد فض الاعتصام. وأرى أنها أعمال غير مبررة، وتفضح قصر نظر الإخوان، وعدم تخليهم عن العنف، وأن كل أشكال العمل الدعوى والسياسى الذى مارسته الجماعة منذ عودتها فى السبعينيات كانت مجرد غطاء لفكر متطرف يبرر العنف والإرهاب، ويستعد لممارسته!
رابعا: العمليات الإرهابية التى شنها الإخوان وحلفاؤهم ضد الكنائس والأديرة وأقسام الشرطة والمحاكم والمؤسسات العامة لم تكن وليدة اللحظة أو الغضب، إنما جاءت بشكل منسق، وفى إطار مخطط ربما جرى التدريب عليه، والاستعداد لتنفيذه بهدف إسقاط الدولة، لذلك أرى أن المهمة الأولى لكل المصريين الشرفاء هى التصدى لمخطط إسقاط الدولة، ونشر الفوضى فى الوطن، مما يمهد للتدخل الأجنبى الذى أرفضه بشدة، والذى بدت ملامحه الأولى فى اجتماع مجلس الأمن. خامسا: إعداد القتلى والجرحى الذين سقطوا أثناء العمليات الإرهابية للإخوان خارج القاهرة - وفق الأرقام الرسمية - أكبر من القتلى والجرحى فى رابعة والنهضة، ما يعنى مسؤولية الإخوان الأخلاقية والسياسية عن توسيع دوائر الدم والثأر والتخريب فى ربوع الوطن بهدف وحيد.. إسقاط الدولة الوطنية الحديثة وإقامة دولة الإخوان، والكارثة أن تفكير ومخططات قادة الجماعة تبرر كل شىء من أجل تحقيق هذه الغاية.
سادسا: أرفض محاولات التدخل الأجنبى من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة، لأنه محاولة مفضوحة من بعض الدول الغربية - برعاية أمريكية غير معلنة - لاستغلال الأوضاع فى مصر لتحقيق مصالحها، وهنا لعل السؤال البديهى الذى يطرح نفسه: لماذا لم تتحرك نفس الدول أثناء ثورة يناير وتدعو مجلس الأمن لمناقشة أوضاع مصر رغم أن الأحداث استمرت 18 يوما، وسقط خلالها قتلى وجرحى أكثر من الذين سقطوا أثناء فض الاعتصام؟.. أليس فى ذلك معايير مزدوجة ونفاق دولى، وتحيز مكشوف لصالح الإخوان؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة