محمد الدسوقى رشدى

الآثار الجانية لاستقالة البرادعى «المذبوح»!

الإثنين، 19 أغسطس 2013 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - ذبح البرادعى:
بعد شهور من الآن ستظهر الآثار الجانبية لاستقالة الدكتور محمد البرادعى من منصبه كنائب للرئيس عدلى منصور.. طبعا أنت لا تحتاج منى إلى تأكيد على حق الرجل الكامل فى اتخاذ قراره وفق المعطيات التى يطرحها ضميره، وخير للبرادعى أن يحترم نفسه باتخاذ قرار يتوافق مع قناعاته الشخصية، عن أن يطلب احترام وحب الناس عبر نفاقهم باتخاذ قرار يتوافق مع شهوة الرأى العام.
قرار البرادعى بالاستقالة ليس آخر الدنيا ولن يكون، وكذلك لا يمكن التعامل معه وكأنه هالة نورانية جديدة تضاف لرأس الملاك النووى كما يفعل أنصاره الآن، وقطعا لا يمكن اعتباره فعلا يستوجب وصف الرجل بالخيانة أو التآمر على تدمير مصر.
استقالة البرادعى فعل قابل للتقييم السياسى وليس الوطنى، ولكن تبقى آثاره الجانبية أخطر وأكثر كارثية مما يراها أنصار البرادعى محصورة فى إفقاد ثورة 30 يونيو شرعيتها المدنية، أو يستخف بها خصومه ويحصرونها فى عبارة «انكشف على حقيقته».
كثيرون كتبوا لك وملأوا عقلك وآذانك بالكثير من الحديث عن تأثير استقالة البرادعى على الرأى العام العالمى، وإصابة السلطة فى مصر بالضعف فى مواجهة التحديات الأمريكية والأوروبية نظرا لما يمتلكه الرجل من شعبية وثقل دولى، ولكن أحدهم لم يخبرك بالآثار الكارثية لاستقالة الدكتور البرادعى على الشارع المصرى وتوجهاته السياسية خلال الفترة القادمة، البرادعى باستقالته خلق واقعا جديدا كارثيا سينمو بسرعة فى ظل أجواء وطبيعة استثنائية تكفل له نموا وتضخما.. الواقع الجديد الذى فرضته استقالة البرادعى صورة ذهنية تتشكل وتتمكن من عقول المصريين لتسوق قراراتهم فى الفترة القادمة، صورة ذهنية فى عقل بسطاء الشارع المصرى تقول بأن الشخصية السياسية المدنية أكثر رخاوة وضعفا من أن تقود دولة أو تتخذ قرارا، وأضعف من أن تتحمل ضغطا أو مواجهة صعبة، وضعفها وقلة حيلتها يدفعها للانسحاب كأول حل بلا مقاومة، وفى مقابل هذا التصور الذى خلقه الدكتور محمد البرادعى بعد سنوات كان يتم خلالها تسويق الدكتور «النووى» على أنه الحل السياسى السحرى لكل مشاكل مصر فوجده الناس رخوا وضعيفا يفضل الهرب والانسحاب عن المواجهة، توجد آلة إعلامية وشعبية ضخمة وظروف استثنائية تحركها الصدف وحنين قديم تحركه صورة عبد الناصر، وعنف وإرهاب إخوانى لا يتوقف وأداء ضعيف ومؤسف للأحزاب المدنية .. كل هؤلاء يشاركون فى صناعة تأكيد جديد على نهاية صلاحية حلم الدولة المدنية.
هل أدركت الآن قسوة الآثار الجانبية لاستقالة الدكتور البرادعى، هل تستوعب معى أن بعض القرارات السياسية فى حاجة إلى نظرة اجتماعية ومستقبلية قبل التفكير فى هوى النفس ورغباتها؟.. أتمنى أن تدرك ذلك، حتى تستعد لمعركة أشرس فى الفترة القادمة .. معركة إعادة غسيل الوعى المصرى وتنظيفه من أوهام ضمانات الأمان والاستقرار التى يمكن أن تكفلها أمور أخرى غير الديمقراطية والحرية والشفافية!!

2 - العزف الإخوانى المنفرد:
عزيزى الإخوانى آن الأوان لكى تفهم أنه كلما ارتفع صوتك وصوت وسائل إعلامك بالغناء والعزف على وتر المساندة الأمريكية لك ولقضيتك.. كلما سيرتفع صوت الناس فى الشوارع المصرية بالغناء أكثر وأكثر للسيسى ورجال السلطة الحالية لأنك ومكتب إرشادك وشيوخك شاركتم من قبل فى صياغة وعى جمعى وشعبى يقول بأن أمريكا شيطان أكبر كل من تدعمه وتسانده عميل وخائن ومحل شك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة