استمع المصريون إلى الدكتور مصطفى حجازى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية فى مؤتمره الصحفى أمس الأول، استدعوا على الفور الدكتورة باكينام الشرقاوى مستشارة المعزول، تحدث حجازى بكفاءة بالغة فى الرد على أسئلة الصحفيين، واستعرض عموم ما حدث فى مصر منذ فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة دون تزيد وبثقافة سياسية رفيعة، ووضع الكلمة المناسبة فى المكان المناسب، تحدث بلغة عربية صحيحة، وإنجليزية أيضاً، أضف إلى ذلك أنه يمتلك حضوراً شخصياً يضفى على منصبه مهابة ووقاراً، فأقنع من استمع إليه.
أكد مصطفى حجازى على أنه حين يتم وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب سيكون المكسب عظيماً، استمع الجميع إليه فاستدعوا من ذاكرتهم باكينام الشرقاوى التى تحمل الدكتوراه فى العلوم السياسية، لكنها كانت محدودة الكفاءة، عديمة الموهبة، تفتقد إلى الحضور الشخصى، وحملها كل ذلك إلى سخرية كبيرة قالها المصريون عنها.
المقارنة بين الاثنين تبدو ظالمة، نحن أمام شخص يتمتع بملكات شخصية رائعة، فى مقابل أخرى كانت كل إمكانياتها أنها مفروضة برضا الأهل والعشيرة، لم يهمهم فى ذلك مصلحة بلد، كان الأهم عندهم هو مصلحة الجماعة، وهكذا أصبحت باكينام الشرقاوى ترسا فى تلك الآلة الجهنمية التى فشلت فى تسويق مشروع الأهل والعشيرة، تصوروا أن وجودها كامرأة قادر على تسويق مشروعهم لدى دوائر الغرب.
لو سحبت هذه المقارنة على كل الطاقم الذى كان يعمل مع «المعزول»، ستتأكد أننا كنا أمام دولة يديرها مجموعة من الهواة، فلم يكن هناك أحد مقنعا فيها، فى أحد التقارير الصحفية التى تحدثت عن طبيعة العمل فى القصر الرئاسى أيام المعزول، أشار التقرير إلى أن هيبة القصر كانت ضائعة، لا تشعر أنك فى قصر رئاسى، تسمع إلى شخص ينادى آخر بصوت عال: «يا فلان»، تجد شخصاً آخر يمشى وفى قدميه «شبشب»، هكذا كانت الصورة فى القصر الرئاسى، صورة تقودك إلى تخيل الباقى، صورة تقودك إلى أنه إذا كان الأمر على هذا النحو فى القصر الرئاسى، فكيف يكون العمل فى باقى دواوين الدولة، صورة تقودك فوراً إلى أنه طالما يصنعها مثل هؤلاء، فلابد أنهم يصنعون منتجاً سياسياً رديئاً.
من حق الناس أن يتساءلوا: ما هو الظرف السياسى الذى يفرز سياسة رديئة؟، والإجابة على ذلك تبدأ من ضحالة المشروع السياسى المطروح، وطالما أن المشروع ضحل، فمن الطبيعى أن يأتى بمسؤولين محدودى الكفاءة يدافعون عنه، ولنتذكر فى ذلك أسماء مثل ياسر على وباكينام الشرقاوى وعصام الحداد وغيرهم، هؤلاء داروا فى عجلة مشروع الجماعة على حساب مشروع الوطن، وسخروا إمكانياتهم الشخصية لهذا الغرض، والمؤكد أن رجال الجماعة يرونهم أكفاء فى ذلك، أما كفاءتهم من أجل الوطن فبقيت محدودة.
وتلك مسألة تدخل مباشرة فى صلب المقارنة بين شخصية بقيمة مصطفى حجازى، وكل طاقم العمل الذى كان يعمل مع «المعزول»، مصطفى حجازى يوظف إمكانياته المتميزة من أجل مشروع للوطن، وهذا التزاوج يعطيه مصداقية كبيرة لدى المصريين، وهذا هو الإنجاز الأول، فنحن فى ظرف نحتاج فيه إلى مسؤولين يصدقهم المصريون أولاً، كخطوة أولى نحو تقوية الجبهة الداخلية بتماسكها، وعند هذه اللحظة نستطيع مواجهة التحديات الخارجية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة