أكرم القصاص

خبير ثورات متقاعد على الكنبة

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نسمع عن دعوات للحفاظ على أرواح القاتلين والمقتولين،. وهى دعوات يطلقها بعض كبار المنظرين وتحمل قدرا من الإنسانية، لكنها تبدو غير منطقية. من منظرين اعتادوا اتهام كل الأطراف، وتبنى وجهات نظر متناقضة. وهؤلاء ظهروا فجأة بعد يناير ووجدوا أنفسهم من نجوم الفضائيات والثورة، واستقوا نظرياتهم من قصاصات جوجل وتوابعه. جمع بعضهم فقرات عن الثورة الفرنسية أو الروسية، وملخصات نظريات عن مصائر الثورات، وصدق بعضهم نفسه أنه الفهامة العلامة.
ظل نجوم الثورة النظرية بعد يناير يواصلون شرح الثورات، بينما كان المحترفون يواصلون العمل على الأرض ليجمعوا أصوات الناس للبرلمان، وكبار المنظرين من على كنبة الثورة، أصابتهم الحيرة، والارتباك وغرقوا فى منقولات جوجلية عن الثورة الرومانية، والبلشفية والصينية والفرنسية. كانوا يحفظون أسماء أبطالها من دون أن يفكروا فى المقارنة بين ما كان وما يحدث. وكان بعض النشطاء يعيدون قصص جيفارا ومناضلى كوبا فى مواجهة باتيستا نهاية الخمسينيات.
ولأن كلا منهم كان له مريدون عندما سألهم المريدون عما يفعلونه من الانتخابات كانوا يطلبون منهم المقاطعة، والنتيجة أن كبار منظرى كنبة الثورة بالرغم من خبراتهم الجوجلية فى فنون الثورات، عجزوا عن تحديد موقف مما يجرى، وانشغلوا بالتنظير للثورات المضادة، ولم يعترف أى منهم بأنه لم يشاهد أى ثورة من قبل، ناهيك عن تغير الظروف بوجود ثورة اتصالات ونشر وصور وفيديوهات. والأهم أن الثورات التى كانوا يحكون عنها شهدت انقلابات ومصادمات ومناورات حتى استقرت، والأهم أن أغلبها اختلف عما يدور لدينا، من وجود تيارات جاهزة، وأحزاب وحركات دينية، بعضها كان يتصور أن من حقه استخدام العنف سبيلاً للسياسة، كانت التركيبة مختلفة، والأنظمة المستبدة عربيا كانت تتحالف أو تتلاعب مع هذه الجماعات. والنتيجة أنها تركت وراءها تراثا استبدادياً يختلف عن التجارب التى استوردها المنظرون من جوجل.
كبار منظرى الثورات بالرغم من أنهم من اخترع تعبيرات حزب الكنبة لم ينتبهوا إلى أنهم أيضاً كانوا ينظرون للثورات من على كنباتهم، سواء كانت كنبات الفضائيات أو كنبات الفيس بوك وتويتر. ثم إنهم فى كل اختبار سياسى أو انتخابى زرعوا الحيرة فى نفوس مريديهم، واستسهلوا الدعوة لمقاطعة الانتخابات.
وعندما جاءت انتخابات الرئاسة، انشغل النشطاء ومنظرو الثورات بالهجوم على كل المرشحين وأنهم جميعاً غير مؤهلين، تارة يتحدثون عن المقاطعة أو يحذرون من الثورة المضادة وفى انتخابات الرئاسة وبفضل تنظيراتهم انتهت التصفية بين مرشح الإخوان ومرشح نظام مبارك، وقاد نفس خبراء الثورات حملة عصر الليمون التى انتهت بما رأينا. ثم واصلوا الضجيج والتنظير، من كنباتهم ليطالبوا بضرورة الحفاظ على القاتل والمقتول، أياً كان موقع كل منهما. ولم ينتبه أى من خبراء الثورات المتقاعدين إلى أنه كان شريكاً فى تضليل الناس، ويلومهم على رفض الاستماع لتنظيراته التى ثبت فشلها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة